آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة سلوى بدران
  5. إبنة أخناتون
  • موضوع: عالي الجودة

1- حين استدارت أمامي ضاحكةً كعصفور صغير،وهي تمسك بأطراف ثوبها الأبيض الهفهاف، في لوبي الفندق الخالي من الناس، في ذلك الوقت من ساعات عملي اليومي، بدت لي كزهرة بيضاء منداة، ومنغلقة، لا تزال على براءتها، تنعكس حركتها على الأرضية اللامعة التي يتساقط عليها الضوء الكثيف المنعكس من السقف؛ فتضحك. تأسرنى رؤيتها، وتدغدغ داخلي مشاعر مفتقدة، أبادلها الضحك، ألتفتُ إليها، كانت تبدو صغيرة، ورشيقة كعصفور، ربما لا تتعدى السنوات الأربع بملامح أوروبية منمنمة، وشعر أشقر قصير، ينساب حول وجهها المستدير. تبدو عيونها الخضراء ضاحكة كمروج صيف أوروبي، لها بشرةٌ خمريةٌ اكتسبتها من جينات جدات فرعونيات، فصارت وكأنما هي لوحة لامتزاج الشرق بالغرب في أجمل صورها.

 أسالها بالإنجليزية:

- ما اسمكِ؟

    تطلق شعاع نظراتها الضاحكة لعيني، وتطل الحيرة منهما، تلتفت لأمها التي أقبلت بخفةٍ، تحتضنها ضاحكةً من الخلف، وتنحني؛ ليلامس خدها وجه الصغيرة. تنظر لي، فأتيقن أنَّ ملامح الصغيرة هي استنساخ لملامح أمها، حين كانت بعمرها – ربما منذ أربعين عامًا- يفصلهما بشرة الأم الشقراء النقية. تجاوبني الأم بصوت استعراضي ضاحك، و بإنجليزية ركيكة:

- سيلينا.

- من أي البلاد أنتِ؟ تتولى الأم عنها الاجابة:

- من ألمانيا.

     أضايفها ببعض حبات الشيكولاته الموضوعة خصيصًا للأطفال في بهو الفندق الذي أعمل به منذ سنوات. تأخذ واحدة بعد أن أذنت لها أمها. تبتعدان؛ لتجلسا فوق مقاعد البهو الوثيرة. تنتقيان كأسين من مشروب الضيافة، وترتشفان في صمت ربما تنتظران أحدًا ما.

٢_ حين التقينا في الجامعة لأول مرة، شدني وجهه حين أقبل نحونا يحيي بعض أصدقاء له، كانوا متحلقين مع بعض أفراد من دفعتنا، وقد كان يسبقنا بعامين، ملامحه التي ربما قُدَّت من صخر، شعره الأسود الأجعد، وسمرة تجعله يبدو كأنَّه عائدٌ من كتب التاريخ الفرعوني للحياة من جديد. حين تعددت لقاءاتنا، وتركنا لقلبينا حرية الرفرفة والانطلاق داخلنا. ثم عندما أذنا للطيور التي كانت ترفرف داخلنا بالانطلاق للفضاء، فرأها كل الأصدقاء، عرف الجميع أنَّ سلمى لا تكتمل إلَّا في وجود أحمد.

    كنت أضحك حين يُهِلُّ باشًا نحوي، أحتوي هيأته بعيني بحب، وأنا أنعته بإخناتون. تهز ضحكته صدره الواسع. يقول: ليتنا لا نزال نعيش في عزة إخناتون ربما كانت الحياة أبهى وأهدأ .

   تكر سنتي دراسته كريح، يجد عملًا في أحد فنادق الغردقة، فلم يكن بحاجة لسنة يقضيها بالجيش كأخ وحيد لخمس بنات في أعمار خضراء مختلفة، وكان اهتمامه بتعلم اللغة الإنجليزية منذ الصغر، وليد بيئة جنوبية، يتعايش بها السائحون طوال الوقت مع أهل البلد في الصعيد، فكان العمل في (ريسبشن)الفندق كأنَّما خيط لأجله.

تكتمل سنوات دراستي، ويشرق الفرح في قلبي حين تقترب أحلامنا من التحقق. أدفعه لملاقاة أبي يتردد، وكأنما يخشى اكتمال الحلم، فيقول: "إنَّ ما بالجيب لم يعد بعد له، وأنَّه مجبورٌ على مساعدة الأهل، وتزويج البنات". يُلِحُّ عليّ الحلم؛ أمنيه بأنَّ أبي، ليس ككل الآباء، وأدفعه برفق خطوة للأمام. تحتويني الآمال الغضة، وأشعر بفخر لانتسابي إلى ذلك الفرعون الجنوبي حين تلامس أصابع يمناي دبلته الذهبية.

  تتمدد الأعوام ولا أَكِلُّ. أجد فرصةً للعمل في ذلك الفندق انتهزها. وكأنما أرى بيتي الذي سأبنيه معه بطوبة من حب وأمل - يقارب الاكتمال، وأسمع صوت الصغيرة، التي طالما تمنيت إنجابها منه يملأ بهو البيت .

٣_ يقبل نحو الصغيرة، يقبل وجنتيها، ويأخذ الباسبورات الحمراء من يدي زوجته الألمانية. يقبل نحوي؛ فيثير زوابع قديمة، كتمتها في قمقم الصدر منذ أعوام عشرة، وغطيتها باستماتة، لماذا يقبل ذلك الفرعون الشاب بوجهه الأسمر وملامحه التي قُدَّتْ من صخر، فينزع الغطاء ويثير زوابعَ قديمة؟ لكأنما هو، إخناتون يقبل من رقدته، وأحمد الذي تكالبت عليه هموم الدنيا بعد وفاة أبيه، وضغوط أبي عليه؛ فترك عرشه، وهاجر منذ سنوات عشر إلى ألمانيا. تركني ولم يستدر للخلف مرة أخرى. ما الذي أتى بك الآن لتنكش حزنًا خبأته لأعيش؟

يناولني الباسبورات الثلاثة بابتسامة حائرة، وهو يفتش بين ملامح وجهي، الذي خبأته في شاشة الكمبيوتر. أصطنع اهتمامًا بعملي، وجدية مزيفة، فلا أتيح لنظراتي ملاقاة وجهه. أناوله مفتاح الغرفة، وأنادي العامل بسرعة؛ ليحمل عنهم الحقائب، ويصطحبهم للغرفة، وأتيح لنفسي المتمزقة بعض الهدوء من جديد. أتأملهم، وهم يبتعدون عني . أشير للصغيرة، وأصابعي تلامس دبلته الذهبية، التي ركنتها منذ زمن في جوف حقيبتي، وأغلقتها، بعد أن انفتحت من جديد، أطبطب على القلب الذي طالما انتفخت شجونه كلما رأيت فرعونًا أسمر جديدًا قادمًا من ألمانيا، يصطحب امرأة أجنبية، وطفلة كالربيع، وأراه من بعيد يحتوي وجهي بعينيه قبل أن يستدير ناحية المصعد، فربما كانت ملامحي تذكره بنفرتيتي أخرى تركها وارتحل.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350461
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205127
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190200
4الكاتبمدونة زينب حمدي176670
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138442
6الكاتبمدونة مني امين118833
7الكاتبمدونة سمير حماد 112652
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103868
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101218
10الكاتبمدونة مني العقدة98567

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

207 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع