رافعة إليه عينين دامعتين أفقدتاه صوابه وهو ينظر إليها جاثية على ركبتيها ..ضامة كفيها إلى صدرها في رجاء وتوسل .وحبات اللؤلؤ تظهر في عينيها.. ثم تنتظم في خيط يمر عبر خديها حتى يروي الأرض أسفل الوجه الطفولي الباكي ..وزاد من تناقض اللحظة طوله الفارع وقسماته الصارمة ووقفته المتحدية المجابهة... وضعفها المستكين , وذلها المتألم , ودموعها الضارعة
سألها : ماذا تريدين الآن .. أجابت بصوت مرتعش وحروف باكية أريد أنفاسي إنني أختنق .. أنا .. أنا .. أنا ....... وسبقت دموعها الجارية حروفها المترددة ثم استكملت : أنا .. أنا .. انا لا أستطيع أن أحيا هكذا.. أرجوك .. أستحلفك ..
لم يعرف سبب هذا التضرع الذي كسر صمتها ... منذ متى فرغ صبرها ؟؟
استعادت صوتها المفقود : الحب أحيانا يقتل .. إذا واصلت ري الجذور بالماء فإنها تختنق .. وأنا كذلك أختنق .. إنني هنا بين حبك العنيف , وجبروتك الطاغي , وغيرتك المجنونة .. أتقلب في الأسر
... ذابت النظرة القاسية ..وارتعش الوجه المتحجر فتابعت بضراعة : أرجوك حررني .. أطلقني .. أعتقني
من بعيد .. من أطياف ذاكرتهما المسترسلة كمذياع قديم في ركن منسي سمعا صرخة استغاثة :
أعطني حريتي .. أطلق يديا.....