الزواج مش مجرد أوراق وأسماء بتتسجل في دفتر، ده ميثاق غليظ، وعِشرة عمر، وأمان روحي بين اتنين اختاروا يكونوا لبعض. ومن أهم أعمدة الجسر ده: ثقافة الاعتذار.
ليه بنستكتر "أنا آسف" في العلاقة الأقرب لقلوبنا؟
العجيب إننا ساعات بنعتذر لزميل في الشغل أو حتى لبائع في الشارع، ونستصعب نقولها للي بنحبه وبنشاركه تفاصيل حياتنا!
يمكن لأن الكِبر بيتسلل، أو لأننا بنفتكر إن الحب بيغفر لوحده، أو إن الاعتذار ضعف، خصوصًا بين الزوج والزوجة.
لكن الحقيقة إن "أنا آسف" هي مفتاح القلوب المقفولة، والمطر اللي بيروي مشاعر بدأت تذبل.
الاعتذار لا يخصّ الرجال فقط… ولا النساء فقط
في بيوت كتير، الراجل بيشوف إن الاعتذار هيقلل من رجولته، والستّ تعتبر إن المبادرة بالاعتذار انتقاص من كرامتها. والنتيجة؟ تراكم جروح، وبرود في المشاعر، وحوارات ناقصة دايمًا.
الاعتذار مش دور طرف دون الآخر، هو مسؤولية مشتركة. اللي يغلط، يعتذر. واللي يتأذى، يسمع بقلب مفتوح.
كيف نعتذر؟
الاعتذار بين الأزواج مش بس بكلمة، لكن بأسلوب. مهم يكون فيه:
صدق واعتراف حقيقي بالخطأ
نبرة حنونة، مش متعالية
نظرة عين تقول "أنا ندمت بجد"
وحرص على عدم تكرار نفس الغلطة...
أوقات بنحتاج نعتذر عن طريقة كلامنا، مش عن الكلام نفسه،
ممكن نكون قصدنا نقول حاجة معينة، لكن الطريقة جرحت أكتر من المعنى. ساعتها، الاعتذار بيكون عن الأسلوب، وعن اللحظة اللي سبنا فيها الغضب يقودنا بدل العقل والحب.
الاعتذار مش نهاية كرامتك، ده بداية لحب أنضج.
أجمل البيوت مش اللي ما بيحصلش فيها خلاف، بل اللي بيعرفوا أصحابها يرمّموا الشروخ الصغيرة قبل ما تكبر. والاعتذار هو أداة الترميم البسيطة… الصادقة… المعجزة.
واخيرًا.....الاعتذار بين الأزواج مش ضعف، ولا كسر كبرياء، ده فعل حبّ ناضج، بيقول للطرف التاني: "أنت مهم، ومشاعرك غالية عليا، وغلطتي ما تساويش لحظة ألمك".
اللي يعتذر هو اللي عارف قيمة اللي قدامه، وعنده شجاعة يختار العِشرة على العِناد، والحب على الكِبر.
فيا كل زوج… ويا كل زوجة…
ما تخليش "الكلمة اللي ما اتقالتش" تكون بداية المسافة،
وافتكر دايمًا إن "أنا آسف" مش مجرد اعتذار…
دي قُبلة على القلب… تداوي وتعيد.
ودمتم بخير---