الصداقة مش بس ضحك وسهر وحكي…
الصداقة رباط أرواح، وميناء أمان بنرسى عليه وقت العواصف.
لكن حتى أقرب القلوب ممكن تتصادم، وأطيب النفوس ممكن تغلط. وهنا، بييجي الدور الذهبي لـ"ثقافة الاعتذار".
لما نغلط في صاحبنا… إياك نستنى الزمن يداوي
في ناس تقول: "الوقت هيحلّها"… لكن الحقيقة؟ الوقت ممكن يزيد البُعد، ويخلي الجرح يعفن بدل ما يطيب.
الاعتذار هو البلسم. مش مهم مين اللي غلط، المهم مين اللي عنده وعي كفاية يوقف النزيف قبل ما الصداقة تموت بصمت.
أنا آسف… مش بتقلل من قيمتك، بالعكس
اللي يعتذر لصاحبه، مش ضعيف ولا مكسور…
ده إنسان نضيف من جوّه، قلبه أبيض، وبيعرف قيمة العلاقة.
لما تقول لصاحبك: "أنا غلطت، وكنت قاسي أو جارح، ودي مش نيّتي"، أنت بترفع مكانتك في قلبه مش العكس.
أوقات الاعتذار ينقذ صداقات على وشك الانهيار
كم من صديقين اتفرقوا عشان واحد كبّر الموضوع ومرضيش يعتذر؟
وكم من علاقة حلوة ماتت بسبب كلمة ما اتقالتش؟
الاعتذار ممكن يكون الفارق بين "صداقة تنتهي" و"صداقة تعيش العمر كله".
الاعتذار بين الأصدقاء مش بس بالكلام، لكن بالفعل
رسالة بسيطة فيها ندم حقيقي
مكالمة من القلب
أو حتى لمّة صادقة تقول "أنا لسه على العِشرة باقي، ولسة بتهمني"
والأهم… إننا نسامح زي ما نحب نُسامَح
ثقافة الاعتذار ما تكملش من طرف واحد. لازم كمان نكون قلوبنا واسعة، ونفهم إن اللي بيعتذر مش دايمًا سهل عليه، فنسنده ونقدّر شجاعته.
وأخيرُا---
الصداقة عملة نادرة في زمن العلاقات السريعة.
و"أنا آسف يا صاحبي" جملة بسيطة… لكن ليها سحر بيرجّع القلب مكانه، ويخلي الحكاية تكمل.
ما تسيبش الكبرياء يبعدك عن اللي وقف معاك في وقت ما حدش كان جنبك.
الاعتذار مش انكسار…
ده انتصار للنيّة الطيبة، وانحياز للعِشرة، وتقدير لنعمة اسمها: صديق حقيقي.
دمتم بخير---