كم مرة شعرت أن الدنيا أصبحت ضيقة؟ كم مرة بحثت عن بصيص من الأمل ولم تجده؟ نظن أحيانًا أن الظلام يحيط بنا، لكن الحقيقة أن النور لم يختفِ… نحن فقط لم نعد نراه.
الحياة ليست طريقًا مستقيمًا، بل هي مليئة بالمنعطفات والمفاجآت، بعضها يفرحنا، وبعضها يختبر صبرنا. عندما تعترضنا عقبة، نشعر أنها النهاية، لكن ماذا لو كانت مجرد باب لبداية جديدة؟
الظلام ليس دائمًا من الخارج
أحيانًا، لا تكون المشكلة في الواقع الذي نعيشه، بل في نظرتنا إليه. هناك من يمرون بنفس الظروف، لكنهم يختارون أن يروا الجانب المضيء فيها، وهناك من يغرقون في اليأس رغم وجود الفرص أمامهم.
يقول الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (الشرح: 5-6)، وكأنه سبحانه يطمئننا بأن النور يأتي دائمًا بعد العتمة، لكن علينا أن نبحث عنه.
أمثلة من الحياة
شخص فقد وظيفته، فاعتقد أن حياته انهارت، لكنه وجد بعد فترة فرصة لم يكن يحلم بها.
فتاة ظنت أن تأخر زواجها أمر سيئ، لكنها بعد سنوات أدركت أن الله كان يدّخر لها الخير في الوقت المناسب.
مريض ظن أن مرضه نهاية، لكنه اكتشف أن هذا الابتلاء كان سببًا في تقربه من الله، وتحقيقه أشياء لم يكن ليفعلها لو بقي بصحته الكاملة.
كل موقف من هذه المواقف كان يبدو في البداية كظلام دامس، لكنه تحول إلى نور لمن امتلك الصبر والثقة بالله.
كيف نبحث عن النور؟
1. تغيير النظرة: عندما نؤمن أن كل ما يحدث لنا فيه خير، سنجد النور حتى في أحلك الظروف.
2. الدعاء: الدعاء ليس مجرد طلب، بل هو يقين بأن الله يسمع، وأن الخير قادم، حتى لو لم نفهم كيف.
3. الامتنان: عندما نركز على النعم التي لدينا بدلًا من التركيز على ما فقدناه، سنجد أن الحياة أكثر إشراقًا مما نظن.
4. الصبر والثقة: كل شيء يأتي في وقته المناسب، وربما لو تحقق ما نتمناه في غير موعده، لما كان خيرًا لنا.
وأخيرًا..
النور ليس في الأشياء من حولنا، بل في قلوبنا. عندما نبحث عنه بإيمان، سنجده حتى في أصعب الأوقات.
فقط قل لنفسك دائمًا: "هناك نور، حتى لو لم أره الآن."
الحياة لا تنتظر من ييأس، لكنها تفتح أبوابها لمن يؤمن أن الله لا يتركه أبدًا.
دمتم بخير..