في زحمة الأيام، وفي دوشة المسئوليات، وفي سكوت الليل بعد ما الكل ينام، بييجي لحظة... تكتشف فيها إنك مش عايز رد، ولا محتاج نصيحة، ولا حتى بتحاول تلاقي مبرر للي بيحصل جواك.
كل اللي محتاجه وقتها... حد يسمعك. بس يسمعك.
يسمعك وانت بتتكلم بشوية كلمات مش مترتبة، يمكن حتى مش مفهومة.
يسمعك من غير ما يقاطعك... من غير ما يقولك "أنا كمان حصلي كده".
يسمعك من غير ما يسبق دموعك بكلمة "اهدى"، ومن غير ما يطفي وجعك بجملة "كلنا كده".
يسمعك بقلبه، مش بودانه... يسمعك وهو سايب لك المساحة تتنفس، مش بيعد عليك أنفاسك.
في لحظة ضعفك، في لحظة انهيارك، يمكن مش محتاج أكتر من صوت ساكت، ونظرة حنينة، وحضن مابيقولش ولا كلمة... بس بيقولك كل حاجة.
مين فينا ما تعبش وهو بيشرح؟
مين ماحسش إنه بقى بيتكلم لنفسه؟
وإنه بقى بيعتذر عن شعوره، وبيبرر حزنه، وبيخاف يبان ضعيف؟
مع إن القوة الحقيقية إنك تلاقي حد تضعف قدامه وأنت مطمن.
مش دايمًا الحل في الكلام...
فيه وجع مابيتفهمش بالكلام،
وفيه راحة مابتتقالش... بس تتحس لما حد يحتويك.
يمكن اللي ناقصك مش حل.
يمكن ناقصك حضن يسمع... مش ودن.
خد بالك من اللي بيسمعك من غير ما تحكي، واللي بيحس بيك وانت ساكت، واللي لما بيشوفك تعبان، مابيستناكش تقول.
دول مش كتير... بس وجودهم حياة.
لما الكلام ميبقاش كفاية، خليك أنت الحضن اللي بيريّح.
خليك الشخص اللي يسمع من غير ما يقاطع، اللي يحتوي من غير ما يجرّح،
اللي وجوده في حياة حد تاني، يبقى أمان.
ممكن تكون كلمة منك، أو حتى سكوتك، هو السبب في إن حد تاني يكمّل يومه.
ماتستهونش بقيمة الحضور...
لأن أوقات كتير، اللي بينقذنا مش الرد... إنما حد "كان موجود".
ودمتم بخير---