في زمن الترند، مبقاش الغريب إن الناس تضحك علينا،
الغريب إننا نسكت!
في زمن الشهرة السريعة، مبقاش الكذب مؤلم،
بقى مُربح!
من أيام قليلة، ظهرت على السوشيال ميديا واحدة بتسمي نفسها "دكتورة تحاليل DNA"،
بتتكلم بلهجة الواثق العارف،
وتقول للناس بمنتهى البرود:
"كل يوم واحدة بتجيلي تعمل تحليل نسب… وللأسف بيطلع سلبي"
جملة واحدة… بس كانت كفيلة تهز بيوت… وتشوّه سُمعة بنات وستات محترمات!
الناس بدأت تشك… والأزواج يتوتروا… والبنات تنهار
ليه؟
عشان حد لبس بالطو أبيض… وخلع الضمير! وعلى فكرة دى مش اول واحدة تطلع تشكك في شرف وعِفة ستات مصر
لكن الحكاية مخلصتش عند الكلام دة…
الجهات الامنية قبضت عليها.
ولما اتحقّق معاها؟
المفاجأة كانت صادمة:
لاهي خريجة طب… ولا علوم
لا معمل مرخّص
لا تصريح مزاولة مهنة
وكمان خريجة زراعة
وكل اللي عملته قالت عنه ببساطة: "كنت بجري ورا المتابعين… واجمع شوية فلوس!"
يا ترى… مين بيراقب؟
ومين بيحاسب؟
وإحنا ليه سايبين أعراض الناس تبقى سلعة في بازار اللايكات؟
القضية دي مش عن نصب بس…
دي جريمة في حق كل ست مصرية محترمة، في حق مجتمع بأكمله
الست دى تبقي امك وأختك وزوجتك
دة تشويه ممنهج… خوض في الأعراض…
تحت مسمى: العلم الزائف!
اللي حصل مش غلطة فردية
اللي حصل دليل على كارثة مجتمع صدّق أي فيديو…
وأي مزيّف يتكلم بثقة!
وعشان كدة…
أنا بقولها بصوت كل أم اتخضّت
كل بنت اتظلمت
كل زوجة اتكسرت
كفاية بقى!
كفاية كل يوم حد يطلع يعلمنا الأخلاق…
وهو نفسه مايعرفش يعني إيه شرف!
كفاية نضحك على نفسنا باسم الترند… ونغرق في الوهم!
كفاية خوض في أعراض ستات مصر عشان لايك وشير!
المجتمع محتاج وقفة…
محتاج قانون يردع…
محتاج إعلام واعي…
ومحتاج صوتنا يفضل عالي.
كفاية بقى…
السكوت مش ضعف
السكوت كان صبر
بس الجاي نار هتحرقنا كلنا لو ملحقناش نفسنا !
ودمتم بخير---