بنهاية عامِ مضى وبداية عامِ جديد يحل علينا ، ستجد أن هناك أُناس كثيرون يشبهون بعضهم البعض ، ولكن لم يكن هذا هو المطلوب. بل العالم دائما يحتاج الى من هم على شاكلتك، مختلف ، متميز ،جاد ، متمرد على الاوضاع العادية ، ترغب أن تكون الأوحد فى هذا الكون من حيث خلقك ،وشخصيتك فتكون متميز وتترك بصمة فيمن تقابلهم حتى لاينسوك . وهذا يكون كما قلت بخُلقك وسلوكك وتربيتك فأنت عنوان أهلك ، وهذا ليس بالشيء الصعب بل في غاية البساطة. لأن احترامك لذاتك وتقديرها يجلب لك احترام الآخرين . فإذا لم تحترمها فلن يحترمك أحد. وهذا يعني أن تكون قادر على تحمل مسؤلية ذاتك بالحفاظ على سمعتك، وكيانك. وأن لاتلقي بنفسك في المشكلات وتتعامل بحكمة وعقلانية وأن تقف حريتك عند حدود الآخرين حتى لايستهزؤن بك .
وأيضًا كن على قدرٍ واعٍ من الإحتواء لمن حولك ويَسِر لهم الأمور قدر المستطاع ولكن في حدود المستطاع أيضا.
و احذِر من الغيرة فعدوك عدو كارك كما يقال ..فلا تفصح عما بداخلك تجاه العمل حتى لايقتبسها الآخرون ويضيع مجهودك .وأيضًا حتى تترك أعمالك تتحدث عنك، فهناك من الناس من يحقدون عليك فيكسروا من عزيمتك حتى لاتنجز هذه الآعمال.
وأيضًا نحِيِ حياتك الشخصية جانبًا حتى لاتصبح مُضغة فى أفواه الآخرين.
وكن دائم التعلم والتجدد وصاحب رؤيا، فالعلم لاينتهى . مهما تعلمت فأنت لم تنل الا القليل من هذا البحر وياحبذا لو لم تحدد مجال أوحد للتثقف ، بل كن متطلع على معظم العلوم وطور من نفسك فالثقافة عنوان التميز.
اهتم بنشاطك وحيويتك فمهما كان عمرك فلايقاس عمرك الا بحجم نشاطك وحيويتك. فحاول أن تخصص يوميًا وقت تقضيه بعيدًا عن العمل حتى تجدد نشاطك ، وتزداد ثقتك بنفسك وتشعر بالنضارة والصحة . فهذا أفضل من أن تنهك نفسك فتصبح العجوز الشاب .
فأنت أيضًا أمامك فرصة كبيرة للتعلم والنهل من الدورات في كافة المجالات وليس بالضرورة أن تكون في مجال عملك فأنت لاتعلم ماذا يخبئ لك القدر ؟ فمن الجائز أن تغير مجرى حياتك العملية على عكس ماكان مرتب لها.
فنحن طالما وهبنا الله الحياة فلابد أن نهبها العلم والمعرفة.
فمهما كان عُمرك تعامل معه على أنك وليد اليوم و لاتيأس، وثق بالله واستثمر وقتك بكل طاقتك، فالعمر يحسب بما نفعت به وطنك. فمادمت تجتهد فتأكد أن منح الله لا تنضب .
وأخيرًا أحضر مفكرة صغيرة ودون بها ماتم انجازه وماتنوى أن تنجزه في عامك الجديد حتى يأتى العام الذي يليه لتحصد هذا الإنجاز.
و عام سعيد عليك ، ودمتم بخير