في الأيام الأخيرة، انتشرت صورة لطفلة صغيرة اسمها هايدي وهي بتدي راجل بسيط 5 جنيه، كانت هتشتري شيبسي. موقف عفوي، تلقائي، نقي، اتعمل فيه ضجة كبيرة، واتحولت الطفلة لترند، والناس بدأت توزع عليها الألقاب والهدايا.
بس خلينا نسأل: هو الموقف نفسه جديد؟
أكيد لا. كل يوم في بلدنا في أطفال بتدي من مصروفها، وأمهات بتدي من أكلها، ورجال بيساعدوا بعض في الشارع، وناس بتقف جنب ناس.
لكن الفرق الوحيد إن "الكاميرا" كانت موجودة، صورت، ونشرت.
وهنا السؤال الحقيقي:
هل الخير محتاج كاميرا علشان يعيش؟ ولا محتاج قلوب صافية بتعمله من غير ما تستنى تصفيق؟
اللي أخطر من كده، إننا بكدة ممكن نزرع في عقول باقي الأطفال فكرة مش صح:
إن اللي يعمل الخير ومحدش صوره كأنه ماعملش حاجة. وإن قيمة الفعل مش في نفسه، لكن في الترند اللي هيعمله.
إحنا محتاجين نراجع نفسنا.
المكافأة الحقيقية مش في "لايك" ولا "شير" ولا في هدية تتصور.
المكافأة في قلب الطفل اللي يعرف إن العطاء مش محتاج جمهور، وإن البساطة أجمل من كل هدايا الدنيا.
هايدي بريئة وعفوية، بس اللي مش بريء هو المجتمع اللي بيستغل براءتها علشان يعمل "شو".
فخلينا نسأل نفسنا:
هل بيوتنا بتعلم أولادنا يعطوا من غير كاميرا؟
هل مدارسنا بتغرس فيهم فكرة "خيرك بينك وبين ربك"؟
ولا هنفضل نستنى الكاميرات علشان نصدق إن فينا خير؟
ودمتم بخير---





































