فضل صيام العشر الأوائل من رمضان
نفحات من الرحمة والمغفرة
حين يهلُّ علينا هلال رمضان، نشعر بنسائم الرحمة التي تملأ الأجواء، وكأن الكون كله يتزين لاستقبال هذا الشهر الكريم. ولعلّ أجمل ما نبدأ به رمضان هو العشر الأوائل، التي تحمل في طياتها بركة البدايات، ونفحات الرحمة التي يغمرنا بها الله سبحانه وتعالى.
لماذا العشر الأوائل مميزة؟
رمضان كله موسم للطاعات، لكن الأيام العشر الأولى تتميز بأنها بداية الانطلاقة في مضمار العبادة. فمنذ اللحظة الأولى، تتفتح أبواب السماء، وتبدأ القلوب بالاستعداد للسباق نحو المغفرة والرضوان. وقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال: «أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار»، وهذا يعني أن العشر الأوائل هي أيام الرحمة الإلهية التي تغمر العباد.
فضل الصيام في هذه الأيام
الصيام في رمضان كله فرضٌ وركن من أركان الإسلام، لكن كل يوم من أيام هذا الشهر الفضيل يحمل معه فرصة جديدة للاقتراب من الله، والتطهر من الذنوب، وبداية جديدة للروح. العشر الأوائل فرصة عظيمة لمن يريد أن يضع حجر الأساس لعبادة قوية طوال الشهر، فمن يجتهد فيها يعتاد على الطاعة، وتصبح العبادة عنده عادة محببة.
ماذا نفعل في هذه الأيام؟
بجانب الصيام، يمكننا الاستفادة القصوى من العشر الأوائل بالحرص على:
قراءة القرآن: ليكن لنا ورد ثابت يومي، فالبدايات القوية تضمن الاستمرار.
الذكر والدعاء: لنرفع أكفّنا بالدعاء، خاصّة وأن للصائم دعوة لا ترد.
الصدقة والإحسان: فما أجمل أن يكون أول أيام رمضان بداية للعطاء والبذل!
قيام الليل: ولو بركعتين بعد العشاء، فمن ذاق لذته لن يتركه طوال الشهر.
رسالة أخيرة
العشر الأوائل هي بمثابة البذرة التي نغرسها في قلوبنا، فإن أحسنا زرعها، حصدنا في العشر الأواسط المغفرة، وبلغنا العشر الأواخر وقد استحققنا العتق من النار. فلا تضيّع الفرصة، واستغل هذه الأيام بأقصى ما تستطيع، فمن يدري؟ لعلّ رمضان هذا يكون بوابتك نحو الجنة.
دمتم بخير..