في زمن أصبحت فيه الكلمة تُشترى، والحلم يُباع، دخل الشباب سوقًا جديدًا لا تُعرض فيه المنتجات… بل الأوهام..
مواقع، منصات، إعلانات، دورات ومشاريع… كلها تُبشّر بـ"ألف جنيه في الساعة"، و"مشروع من البيت يوصلك للثراء"، و"تعال ندرّبك عالنجاح!"
لكن خلف هذه العناوين البراقة، هناك من يُحسن تسويق السراب.
والذين بيبعون الوهم أفراد أو جهات محترفة في التلاعب بالأحلام.
يعرفون جيدًا مفاتيح الطموح في قلب الشاب: الرغبة في الاستقلال، في المال، في تحقيق الذات.
فيأتونه من هذا الباب: دورة تطوير الذات بـ3000 جنيه. مشروع مضمون من غير رأس مال. وظيفة أحلامك مقابل "كورس".
وبعد الدفع؟
لا دورة، لا مشروع، لا وظيفة.
بل شعور ثقيل بالخديعة، وفقدان ثقة بالنفس والناس.
عايزة اقولكم ان الوهم بيبدأ من لحظة ضعف.
شاب فقد أمله في إيجاد وظيفة حقيقية. بنت تحلم بإثبات ذاتها. خريج شعر أن الشهادة لا تكفي.
فيُفتح الباب الخلفي لطريق مختصر، مفروش بكلمات "النجاح السريع"، لكنه مغلق في نهايته بصدمة كبيرة.
مشكلة بيع الوهم مش بس في فلوس ضاعت… بل في شباب اتحطم
شباب فقد الثقة في نفسه وفي أي مشروع بعده.
لأنهم صُدموا من الناس اللي وثقوا فيهم.
وخجلوا من الاعتراف إنهم اتخدعوا.
وللأسف… سكتوا، فاستمر المُحتالون في بيع وهم جديد كل يوم.
وحتى نحمي شبابنا
فلابد من التوعية… علّم ابنك يحلل الكلام قبل ما يصدقه.
ونعمل على شجّع مهاراته بدل ما تدفع عن حلم وهمي.
ونراجع ورا كل إعلان… مين وراه؟ مين نفّذ قبلك؟
وأخيرًا: ثق أن ما فيش نجاح حقيقي من غير تعب حقيقي.
رسالة للشباب:
اللي بيبيع وهم، عمره ما هيقدم لك واقع.
إوعى تشتري أحلام معلبة على شكل إعلان أو منشور.
احلم، طموحك مش غلط. بس احلم وانت صاحي، مش نايم .
دمتم بخير..
---