سبعون عامًا… يا له من رقم يحمل بين طياته حياة كاملة.
كم من حبٍّ مرّ، وكم من فراقٍ عبر، وكم من أيامٍ ضحكتِ فيها حتى الدموع،
وأخرى بكيتِ حتى الهدوء.
لكن ها أنتِ الآن…
هادئة كالمساء، مطمئنة كمن عاد من رحلة طويلة،
يجلس على شرفته يحتسي القهوة، ويبتسم وهو يقول: “لقد فعلتُ ما بوسعي.”
في السبعين، لم تعودي تركضين خلف شيء،
ولا تنتظرين من أحد شيئًا.
يكفيكِ أنكِ هنا…
بذاكرة تمتلئ بالأسماء، ووجهٍ لا يزال يشبه الحنان،
وروحٍ لا تشيخ حتى وإن قال الزمن عكس ذلك.
يا امرأة السبعين،
لقد أصبحتِ “الحكاية” التي كان الجميع يرويها يومًا،
ثم صرتِ أنتِ الراوية نفسها،
تُعيدين كل شيء بصوتٍ أكثر دفئًا، وبعينٍ أكثر صفاءً.
لم تعودي تخافين من النهاية، لأنكِ صرتِ تعرفين أن النهاية ليست فناءً،
بل بداية فصلٍ جديد من الطمأنينة.
السبعون لا تُقلل منكِ، بل تُكرّسكِ.
تُضيف إلى حضوركِ وقارًا لا يشبه إلاكِ،
وتُكسوكِ بنورٍ لا تصنعه المساحيق بل الرضا.
أنتِ اليوم لستِ تلك المرأة التي كانت تُرضي الجميع،
ولا تلك التي تنتظر الإعجاب،
بل تلك التي تبتسم لأنها “اكتفت”.
في السبعين، صرتِ تصنعين البهجة من تفاصيل بسيطة:
ضحكة حفيد، أو دعاءٍ من قلب صادق،
أو شعورٍ أنكِ ما زلتِ قادرة على العطاء ولو بكلمة طيبة.
يا سيدة السبعين،
لقد وصلتِ إلى العمر الذي تصير فيه المرأة حكاية حبٍّ خالدة…
حبّ للحياة، ولذاتها، ولمن مرّوا وتركوا أثرًا.
احملي عمركِ بفخرٍ، كمن يحمل تاجًا من ضوء.
فالزمن لم يأخذ منكِ شيئًا،
بل منحكِ كل ما لم يستطع الشباب أن يفهمه:
الصفاء، والرضا، واليقين أن الجمال الحقيقي هو أن تكوني بسلام مع نفسكِ.
في السبعين...
أنتِ لا تعيشين العمر،
أنتِ تُضيئينه.
ودمتم بخير..





































