في كل شارع دلوقتي، في كل بيت، في كل قلب قلقان...
الكل مستني حاجة واحدة: نتيجة الثانوية العامة.
صحيح هي شهادة، وصحيح ليها قيمة...
بس بلاش نديها أكتر من حجمها.
فيه شباب فاكرين إن حياتهم كلها واقفة على رقم...
وفيه أمهات وآباء مش نايمين من كتر التوتر.
بس الحقيقة؟
الحياة لا بتقف على شهادة، ولا بتتحدد بدرجات.
اللي بيحقق حلمه مش دايمًا اللي جاب أعلى مجموع،
اللي بيحقق حلمه... هو اللي قام وكمل، حتى لو وقع.
فيه ناس جابت 100%، وماحققتش أي حاجة،
وفيه ناس جابت 60% وكسرت الدنيا بموهبتها.
لكن فيه حاجة أخطر من النتيجة...
فيه حاجة اسمها: متلازمة القلب المكسور.
آه، الاسم مش شعري ولا خيالي...
دي حالة طبية حقيقية بتحصل لما الإنسان يتعرض لصدمة نفسية شديدة.
زي صدمة نتيجة ماكنش متوقعها، أو حلم ضاع منه فجأة...
القلب فعلاً بيتأثر.
وتحصل أعراض زى ضيق نفس، ألم في الصدر، خفقان...
والكثير بيروحوا المستشفيات فاكرين إنهم عندهم أزمة قلبية.
لكن يطلع السبب؟
قلبهم مكسور بالحزن.
وهي مش بتيجي من مرض عضوي...
دي بتيجي من وجع نفسى ماحدش حس بيه.
علشان كده، خلوا بالكم من أولادكم...
بلاش تقولوا: "ده بيبالغ"، أو "كبرت دماغك"،
هو مش بيبالغ... هو بيتوجع.
ساعات كلمة بتخفف، وساعات سكوت بيهد.
النتيجة مش محتاجة مقارنة،
النتيجة محتاجة حضن.
قولوا لأولادكم:
"إحنا جنبك مهما حصل، مش علشان مجموعك...
لكن علشانك إنت، اللي تعب، وحاول، وقاوم، وكمل."
خافوا على قلوبهم...
مش من أمراض الجسد، لكن من كسر الروح.
وأخيرٍا عايزة اقولكم
المجموع رقم هيمُر...
لكن الحلم لو فضل جواك، هيفضل ينادي عليك لحد ما توصله.
وساعتها، هتفتكر اللحظة دي، وتقول:
الحمد لله إن ربنا ما حققليش اللي كنت فاكره الحلم،
علشان يحققلي الحلم الحقيقي... اللي على مقاسي، وعلى مقاس قلبي."
ودمتم بخير...