الحب هو ذاك الشعور الذي يحرك القلوب ويضيء العيون، لكنه دائمًا ما يثير التساؤلات: هل هو صدفة تأتي بغتة، أم قدر مكتوب في صفحات حياتنا منذ الأزل؟
لنتأمل قليلاً...
حينما يلتقي شخصان في مكان غير متوقع، ربما في طابور مزدحم أو تحت مطر مفاجئ، قد يظن البعض أن هذا اللقاء مجرد صدفة، بينما يرى آخرون أن يد القدر كانت تعمل في الخفاء لتجمع بينهما. فما هو الحب إذن؟ هل يولد من اختيارنا أم أننا نسير في طريقه دون وعي؟
الحب كقدر ونصيب
كثيرون يؤمنون أن الحب مكتوب لنا كما يُكتب الرزق والعمر. يُقال إن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف. قد تكون حياة شخصين تسير في اتجاهين متوازيين حتى تلتقي في لحظة فارقة. عندها نشعر بأن هذا اللقاء ليس مجرد صدفة عابرة، بل جزء من قصة أكبر تُحاك خيوطها من السماء.
الحب كصدفة تغير كل شيء
لكن، هل نغفل دور الصدفة في قصص الحب؟ هناك تلك اللحظات التي تغيّر حياتنا بالكامل، ربما بسبب قرار بسيط، مثل حضور حدث معين أو تغيير طريق العودة إلى المنزل. هل الصدفة مجرد وسيلة للقدر ليُتم عمله؟ أم أنها جزء من اللعبة؟
الحب بين الصدفة والقدر
الحقيقة أن الحب قد يكون مزيجًا بين الاثنين. الصدفة تفتح الباب، والقدر يرسم الطريق. لكن هناك جزء آخر لا يمكننا إنكاره: نحن. الحب ليس فقط انتظارًا لما سيحدث، بل هو أيضًا قرار نأخذه. أن نحب يعني أن نبذل جهدًا، أن نختار التواصل، التفاهم، والعطاء.
وأخيرًا...
سواء كنتم تؤمنون أن الحب صدفة أو قدرًا، الأهم هو كيف نعيش هذا الحب. الحب ليس فقط كيف يبدأ، بل كيف نحافظ عليه، كيف نزرعه في قلوبنا وقلوب من حولنا. فلا تحاولوا دائمًا فك رموز الحب، بل عيشوه ببساطته، لأنه في النهاية هو أكبر هدية قد يقدمها القدر أو تصنعها الصدفة.