يعتبر مفهوم الحب الغير مشروط من المعانى الإنسانية والعلاقات العاطفية التي من خلالها تصل الى تعريف الحب في معانيه الحقيقية.
فهو كموضوع إنسانى وعاطفي مرتبط بين الإنسان والطبيعة والمكان , فينتج عنه حب يقترن بالعطاء والتضحية والمودة والتراحم والتسامح كمثل حب الأم لوليدها وحب الأولاد لأمهم, وحب الأب لأطفاله ولشريكة حياته ,
وماينتج عنها من حسن المعاشرة الزوجية المتمثلة في التضحية والعطاء من جانب الطرفين, وأيضًا كحب الحيوان لصاحبه وبذل مايستطيع ليثبت وفائه وكأنه فرد من العائلة ..
الحب الغير مشروط أنقي انواع الحب فهو نقي وعميق , ويطلق عليه الحب الكامل الحقيقي فقد أكد علماء علم النفس أن هذا الحب الغير مشروط ليس له حدود ولا سقف ولايتغير ولايتأثر بعوامل خارجية فقد إستخدموا له وصف الحب الخالص والمقترن بالوفاء دون أى تأثيرات مادية أو مالية فهو هدفه الحب من أجل الحب ويتم وصفه بين العشاق والأزواج والأصدقاء الحقيقيين في علاقات ملتزمة .
وقد إستهل عددًا من الباحثين مفهوم الحب غير المشروط فهو في نظرهم الطريق الأنسب لتعريف الحب لأنه حب نقي خالي من التقسيم .
فالحب المشروط هو الذي يميز فيه بين المحمود والغير محمود, فمثلًا أنا أحب فيك كذا ولا أحب كذا , هذا لايعتد به حب بالمعنى التام لأن في هذه الحالة إما أن أحب فيك الكل وما أنت عليه وما تفعله أو لاأحب فيك بعض مافيك و ماتفعله.
وهذا يولد مشكلات وصعوبات في العلاقة .
فالأشخاص الذين يدافعون عن هذا الشكل من الحب إما أن يحب ماهو سيىء في من يحب أو يميز بين من يحبه وأفعال من يحبه وأفكاره وميوله السيئة فهو لايحب أفكاره وسلوكه لكنه يحب شيئًا آخر كمظهره أو طريقة إنفاقه أو أى شىء آخر فيه وعادة مايفشلون.
فعلى من يحب شخصًا حبًا غير مشروط عليه أن يتقبله كاملًا ولايرفض الأشياء السيئة فيه وعليه أن يتغاضي عن عيوبه أن يحبه كما هو دون شرط.
وهذا يعنى أنه تقبله بالصفات المحمودة والغير محمودة فيه ...
أما الحب المشروط فتكمن مشكلته في أنه لايؤسس علاقة سوية بالشكل الطبيعى فليس من الطبيعى أن أقول لك أني أحبك لخِفة دمك وشياكتك ولطفك معي ولكن طريقتك في الحديث لاتجذبني فلا يمكنني أن أحبك.
فليس من المعقول أن أحبك لحُسنك فقط ! هذا سيكون بمنزلة الشرط ,فالحب المشروط يخضع لشرط التغيير بمعنى أني أحب فلان ولكن وجب عليه تغيير بعض صفاته الغير محمودة بالنسبة لي وهذا يقع تحت توقع الفشل في العلاقة ..
فما الحل اذا كان أحد الطرفين به عيوب ويستحي الطرف الآخر القاء الضوء عليها خشية فشل العلاقة ؟
يجب أن نتحسس هذه الصفات الغير محمودة بطريقة لينة وكأنها أحلى مافي الشخص , ولكن إذا كانت بالشكل الفلاني ستكون أجمل وأجمل , ولكني أحبك كما أنت.
وقتها سيحاول الطرف الآخر تغيير مابه دون عناء ودون ضغط من الطرف الآخر لأنه متقبله كما هو.
هذا اذا كانت هذه الصفات بعيدة عن الكذب ,النفاق, الخيانة وهكذا من الصفات التى لها عواقب وخيمة .
نعود مرة أخرى للشخص الذى سيكون موضوعًا للحب سيكون حتمًا فى مأزق لربما تكون كل صفاته الظاهرة حميدة ويكون محبوبه أحبه لما ظهر منه ولايدرى مابطن به لانه خفي ولم تظهره مدة العلاقة فكيف اذا تعرى من كل مايملك من الصفات الحميدة ؟
فى الحقيقة اذا احببته حبًا غيرمشروط فلن تنظر الى تلك الأشياء الغير حميدة عندما تظهر ويجب أن تنظر على هذه الصفة لأنها تخص حبيبك وليس شخص آخر فتتقبلها لطالما أحببت فيجب أن تحب كل مايملكه محبوبك فأنت تحبه لشخصه وليس لمميزاته أو عيوبه , فنحن لانستطيع أن نُجرِد أنفسنا عندما نقع في حب حقيقي فأنا أعلم أنك عندما تحب ستفعل كل ماتستطيع دون إنتظار المقابل بصرف النظر عن المواقف السلبية أو الأفعال التي تستهدفك شخصيًا .
هذا الكلام من الناحية النفسية سيخفف عنك كل ضغوط الإلتزام والمسؤلية وأيضًا مخاوفنا العميقة من أن نُهجر .
_رأيي أنا شخصيًا كأخصائي صحة نفسية أن مالايدرك كله لايترك كله
بمعنى أنه طالما يوجد الجزء الحميد فلايجب أن نتركه فحتمًا سيكون هناك أمل فى الإصلاح , فالحب يصنع المعجزات.
ودمتم بخير..