هل تخيّلت في يوم إنك تشوف فيديو لحد تعرفه كويس، بيقول كلام صادم أو بيعمل حاجة محرجة، وتكتشف بعدها إن كل دا مش حقيقي؟!
أهلاً بك في عالم “الديب فيك”.. أو زي ما بيسموه “الوجه المزيّف العميق”، تكنولوجيا بتستخدم الذكاء الاصطناعي علشان تركّب وجه أو صوت أي شخص على فيديو أو مقطع صوتي تاني، بدقّة تخليك تصدّق اللي قدامك رغم إنه وهم كامل.
بدأت الفكرة في الأساس لأغراض فنية وترفيهية، زي السينما أو إعادة إحياء ممثلين راحلين في الأفلام، لكن زي أي اختراع.. دخلت يد الإنسان فحوّلته سلاح.
النهارده الديب فيك بقى وسيلة تشويه سمعة، وابتزاز، وخداع سياسي، وحتى أداة لتدمير حياة الناس الخاصة.
تخيل فيديو لبنت محترمة منتشر على السوشيال ميديا، والناس بتتداوله على إنه حقيقي، وهي نفسها مش عارفة تعمل إيه!
أو سياسي بيتكلم بكلام خطير في فيديو مصنوع بالكامل!
خطورة الديب فيك إنه يضرب الثقة في أعماقها، لأننا طول عمرنا بنقول: “الفيديو لا يكذب”، لكن الحقيقة الجديدة بتقول: “الفيديو ممكن يكون أكذب من الكذب نفسه”.
الأخطر بقى إن التكنولوجيا دي بتتطور بسرعة، لدرجة إن المتخصصين بقى صعب عليهم يفرّقوا بين الحقيقي والمزيف، وده يفتح باب للرعب.. رعب من نوع جديد، اسمه “فقدان الحقيقة”.
لكن رغم كل دا، في أمل.
في باحثين بيطوّروا أدوات تكتشف الديب فيك بدقة عالية، ودول بتحط قوانين جديدة بتجرّم استخدامه للإساءة أو الابتزاز.
وكمان فينا إحنا دور مهم جدًا:
إننا مانصدّقش كل اللي بنشوفه على السوشيال ميديا، وإننا نفكر ونتحقق قبل ما نشارك أو نحكم.
الديب فيك مش مجرد تطور تكنولوجي..
هو مرآة لأخلاق الإنسان، يا إما يستخدمها في الفن والعلم، يا إما يدمّر بيها سمعة وأمان الناس.
والسؤال الحقيقي مش: قد إيه التقنية دي قوية؟
لكن: إحنا كبشر.. هنستخدمها إزاي؟
ودمتم بخير..
---





































