عندما تريد أن تغتسل من هموم يومك ، فعليك بالذهاب الى مسرح البالون.
فقد جاءتني دعوة كريمة من صديقة عزيزة تدعوني فيها على عرض للفنون الشعبية بمسرح البالون بالعحوزة .
وكان ذلك بعد إجتماع شاق ليوم عجيب مليىء بالشد والجذب ، وماكان علىَّ الا أن أوافق وأخرج من الضغط النفسي الذي انتابني جراء هذا اليوم العجيب والايام التي سبقته.
وبالفعل لبيت الدعوة وكان العرض لمدة ساعتين كاملتين منقسم على نصفين بينهم إستراحة خفيفة .
بدأ العرض بالسلام الجمهورى ثم توالت الفقرات ، و تفاجأت بجمال لم أره منذ أيام الفنانة الجميلة فريدة فهمي والفنان محمود رضا ، فقد ساروا هؤلاء الأحفاد على نفس خطى هذين العملاقين رضا وفريدة ، فلم تتصورا هذا التناغم فى الأداء، وانسيابية الحركات وشياكة وجمال الملابس وتناسق الوانها وكأنك أمام لوحة فنية .
أما الفقرات فكان التراث الشعبي والميراث الذي تركه الفنان محمود رضا والفنانة فريدة فهمي الذى اذا مر عليه الف عام سيظل عالق بالأذهان بموسيقاه الحية الجميلة ، فقد أعادني هذا العرض لحقبة زمنية كنت أظن أني نسيتها على الرغم من اني رأيت هذا العرض منذ مايقرب من خمس سنوات ولكن سرعان ماأعادت لى بريق حلًق فى مخيلتى بعبق الماضي الجميل .
فقرة الفنان الراحل عمر فتحي وفقرة ياحضرة العمدة والتراث النوبي الجميل والتراث المغربي ، والتنورة ، وغيرهم من الفقرات الجميلة ،.
ولاأخفى عليكم كم كنت سعيدة رغم الشعور الطاغي بالعكس لأن المسرح الجميل هذا بكل جماله وسعة مقاعده وديكوراته خالية من الحضور ،فجميع مقاعده شاغرة الا مايقرب من مائة مقعد فقط ، أى أن كل هذه التكلفة بالفنانين العارضين والموسيقى الحية بالمايسترو والديكور وغير مايلزم لمسرح كهذا فلا يوجد غير هذا العدد الضئيل ..
فأين وزارة السياحة من هذا التراث، لماذا لاتنظم في البرنامج السياحي للسائحين سواء عرب أو أجانب مثل هذه الأمسيات وأنا على يقين تام أنه اذا وضعت العروض الفنية للمسارح القومية في البرنامج السياحى لروجت لمصر وازداد الدخل القومى .
أما وزارة الثقافة فعليها العبئ الأكبر لان هذه الكيانات تابعة لها ، فلماذا لاتعمل بروتوكولى مع المدارس والجامعات لإقامة زيارات لمسارح الدولة بما عليها من عروض ، فالطلاب خير مروج لهذه الكيانات .
ارجوكم اهتموا قليلًا بمسارح الدولة ، مسرح البالون والمسرح القومى ومسرح سيد درويش بالاسكندرية والهناجر وغيرهم من مسارح قومية ، فالرجاء كل الرجاء لاتهدروا الثروة القومية هذه ، فهى ماتبقي من الزمن الجميل في بلد كانت أم الفنون والإنطلاقة الأولى لكل فناني الدول العربية .ودمتم بخير