كانت هناك بطولات خالدة ، وأبطال عظام اثناء حرب 67 أبطال لم يسلموا ، ولم يستسلموا ، ولم يتركوا أسلحتهم ، ولم يفارقوا مواقعهم ، ولم يدخلوا الخنادق ، ولم يتركوا البنادق ، ولم ترهبهم دبابات العدو ، ولم تفزعهم طائراته ، ومدرعاته ، وقنابله ، ولم يستجيبوا لإنذاراته .
أبطال لم يحتف أحد ببطولاتهم التى صنعوها وقت الهزيمة ، حيث الشجاعة لها ثمن فادح
و من أمثلة هؤلاء الابطال
الشهيد البطل ملازم طيار سعيد عثمان
من قرية عنيبة بالنوبة
فى مطار المليز : الطائرات الإسرائيلية تقذف المطار والطائرات من كل جانب ، فيخرج من بين الطيارين المصريين شاب أسمر نحيف اسمه سعيد عثمان وهو برتبة الملازم حديث التخرج يصعد إلى كابينة طائرته الميج 21 ويصرخ فى وجه الفنيين الأرضيين (( دور الطيارة )) ويمتزج صوته بصوت القنابل والمدافع ، ولكن صوته كان أعلى وأقوى وخرج هؤلاء الفنيون يطيعون هذا الأمر المجنون ، ويديرون محركات الطائرة لينطلق الملازم عثمان بطائرته فى الجو ضاربا عرض الحائط بكل القواعد والأصول الفنية والعسكرية وحتى العقلية ... وعندما صعد بالطائرة فى الجو بدأ يقتحم بها التشكيلات الإسرائيلية المهاجمة يريد أن يصطدم بها فتتبعثر هذه التشكيلات لتعود مرة أخرى تمسك بطائرة الطيار المصرى من المؤخرة ، ويظل هذا الطيار الشاب يناور ويناور ليبتعد بهم عن قاعدته ولكنهم فى النهاية يتمكنون منه طبعا وتنطلق الرشاشات والصواريخ جو جو لتسدل الستار على بطل لم يتجاوز عمره 21 عاما ! )))
المصدر : ذئب فى قرص الشمس / محمد عبد المنعم