- هناك مقال لك نشر في عدة أماكن خصوصا الفيس بوك قبيل انطلاق ثورة الغضب بأيام فتحت فيه النار وسميت أشخاص بعينها داخل النظام ، الم تكن تخشي أن يتم السيطرة علي الموقف وإجهاض الثورة ؟
-كتبت المقال وكنت وقتها علي يقين بأن مصر تمر بلحظة تاريخية فاصله ، وكنت متأكدا من عدم نجاة النظام علي أية حال ، ثم حدث ليل الرابع والعشرون من يناير عملية سطو الكتروني علي جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بى وحين فتحته احترقت بعض مكوناته الداخلية وبدأت بعدها بعض السخافات الأمنية معي فشلت في نتيجتها النهائية والحمد لله .
- خلال أحداث الثورة ، متي أيقنت أن مبارك راحل فعليا ؟
- جاءتني رسالة من صديق في القاهرة يوم العاشر من فبراير مفادها أن جمال مبارك يجلس الآن علي مكتب رئيس الجمهورية ويعد خطابا فيما يزيد علي ثلاثون ورقه ، كان في الرسالة تأكيد علي عدم رحيل الأب وشدد علي أنها مناورة جديدة من الابن ، حينها اطمئن قلبي وحدثت نفسي قائلا (( طالما لازال لهذا الأحمق صوت داخل القصر فقد اقترب الوعد يا مصر )) ، تذكرت لحظتها بيت شعر لله در قائله لِكُلِ دَاءٍ دَوَاءٌ يُسْتَطَبُ بِهِ إِلَاَ الْحَمَاقَةَ أَعْيَتْ مَنْ يُدَاوِيِهَا.
- هل تري أنظمة عربية أخري في المنطقة ستهب عليها رياح التغيير، خصوصا بعد مشاهد ليبيا واليمن وسوريا ؟
-جميع شعوب المنطقة بلا استثناء بحاجة ماسة إلي التغيير ، إذا نظرت حولك ماذا ستري !! ستري جيلا ذاق مرارة الأمبريالية وتجرع القمع والاستبداد والفقر والقهر ... جيل نتاج تركيبة يأس من المستقبل واحتلال فكري مفزع ، هذا الجيل لم يتمتع بالمشهد البطولي إلا في استادات كرة القدم بفعل حكامه وجلاديه ومن وجهة نظري أن هذا الأمر آن الأوان أن يتغير .
- العلاقات المصرية الإيرانيه .. برأيك ؟
-إذا كنت تسألني عن إيران الفارسية فالعبئ يقع علي عاتق طهران في صياغة أيدلوجية ذات جدوي في التعايش مع الأسرة الدولية والتي تمثل بلاد العرب جزء منها وربما هو الجزء الأهم بالنسبة لإيران ، ولكن هناك نقطة لا يجب إغفالها ، فإيران دولة إسلامية علينا نحن العرب أن نوجد آلية عمل ذات فكر استراتيجي يمكن أن تمثل نقطة التقاء بين العرب وإيران ، أعتقد أن هذا خير لنا من أن ندفن رؤوسنا في الرمال بزعم أن إيران تسعي لإحياء إمبراطورية فارسية علي أنقاض بلاد العرب ، لنفتح الملف بشجاعة ونحاول البحث عن الضالة الفكرية التي بموجبها نستطيع الوصول إلي تقارب في وجهات النظر بيننا وبين الايرانيين .
- اسمح لي أن أعود بك إلي المحروسة .. الفتنة الطائفية الأن ماذا تري ؟
-هل ستصدقني حين أقول لك أنه لا توجد فتنة طائفية في مصر !! إذا أمعنت النظر في مشهد من ثورة الغضب ستجد المسيحيين يحمون ظهور المسلمين أثناء الصلاة ، متي حدث هذا ؟! حدث بعيد تفجير كنيسة القِدِيسَينْ ، وكان لازال هناك دماء بريئة ودموع أرامل وثكالي من إخواننا المسيحيين واتهم بها الإسلاميين عمدا ! ، ماذا يعني هذا ؟! لا يعني إلا شيء واحد سأقوله صراحة ، هناك أصوات متطرفة من الجانبين تسعي لهتك النسيج المصري بدعاوي شيطانية وأؤكد لك أنها لن تجدي ، المجتمع المصري بطبيعته مجتمع مسالم وقادر علي أن يعي مثل تلك المهاترات .
- ما رأيك في الأصوات التي تنادي الأن علي الساحة بمصر إسلاميه ؟
-مقاطعا في اقتضاب ... وهل مصر وثنيه !! دعنا نتحدث بصراحه ، هذه الأصوات لم ترتفع إلا الأن ، ولدي سؤال هام
أين كان هؤلاء حين كان الجلاد يجثو فوق رقاب الجميع ، سأقول لك .. كانوا يخربون عقول العامة من الناس بمسائل فقهية لا تغني مثل إرضاع الكبير وما إلي ذلك ، في وقت كان الناس في أمس الحاجة لمن يعلمهم مثلا أحكام الطهارة وكيفية الصلاة كان الناس في احتياج لمن يعلمهم أن الدين معامله ،،،، لم تجرؤ تلك الأصوات علي قول كلمة حق عند سلطان جائر علما بأنه أفضل الجهاد !!!
خلاصة القول ... هؤلاء يريدون مصر أفغانية لا إسلاميه .
- العلاقات المصرية الإسرائيلية ... إلي أين برأيك ؟
-رغم أنني لم ولن أعترف بإسرائيل حتي لو قتلت بعد هذا الحوار ولكني سارد عليك ..... ، حين نقول كلمة علاقات فنحن نضع معنا شموليا للعلاقة بين شعبين ،، علاقات ثقافية أو اجتماعية ..... الخ ــ وأقول كلمة والله شهيدي ــ لا يوجد علاقة بين الشعب المصري والكيان الصهيوني ، الذي كان موجودا هو علاقات شخصية وصداقات انفرادية بين تشكيلات عصابيه يديرها حفنة من كلاب النظام ، هؤلاء هم جيل الضربة الجوية الأولي دمروا مصر والأمة في حرب النكسة وحين قاموا بتصحيح أخطائهم وإجرامهم في حق الأمة تسلقوا منابر البطولة علي أجساد شهدائنا جميعا.
-وماذا عن معاهدة كامب ديفيد ؟
-بالنسبة للمعاهدة فقد قطع المجلس العسكري علي نفسه وعدا باحترام الاتفاقية ، الأهم أن في الاتفاقية بندا ينص علي أنه (( يحق لكلا الطرفين مراجعة الاتفاقية كل خمسة أعوام وفق مصالحه دون الرجوع للطرف الأخر )) ,,,,,,,,, لم يقم الجانب المصري بمحاولة تحفظ ماء الوجه لمرة واحدة وتراجع الاتفاقية منذ توقيعها ، أتدري لماذا !!
سأخبرك ... في أحد المؤتمرات الصحفية سئل ــ بايدن ــ هل مبارك جنرالا دكتاتوريا ؟ ، فأجاب : لا ، فسأله الصحفي : لماذا ؟ فقال (( لأنه يساعدنا مع إسرائيل )) ، فَسِرْ هذه الإجابة وستعرف جيدا من أي نوع تكون علاقة المصريين بالكيان الصهيوني .
- هل تري أن الولايات المتحدة جادة في دعم الديمقراطية في مصر الآن ؟
-دعنا نكون صرحاء حتي لا نقع بين مطرقة حقيقة الواقع وسندان الخيال المرجو ,,,، الولايات المتحدة لا تدعم إلا مصالحها الإستراتيجية في الشرق الأوسط ،،،، الديمقراطية يا عزيزي نتيجة تفرزها إرادة الشعوب ، وحين ترسخ تلك النتيجة تنصاع القوي الدولية لهذه الإرادة .
- أري في آرائك نزعة نحو إحياء القومية العربية ... هل توافقني ؟
-القومية فكر دخيل علينا جميعا وأنا لا أؤمن به ،،،، نزعتي نحو وحدة عربية يكون أساسها مصداقية ملموسة علي أرض الواقع يحس بكيانها وكرامتها المواطن العربي البسيط بعيدا عن تعقيدات السياسة ... لقد آن الأوان أن نبحث في مصيرنا العربي (( الممزق )) وفق مصالحنا كأمة واحده ، حتي لو كان هذا لا يرضي الغرب وأمريكا تحديدا ... !!
- سؤال شخصي ـــ حكمتك المأثورة ؟
-قالوا لي أنني حين كنت رضيعا كانت المغفور لها جدتي لأمي تهتف في أذني (( ثوب الرجال غالي ، لا يلبسه إلا الحر ))
- كلمة لشباب الوطن العربي ؟
- أقول لهم ــ من عرف وطنه أحبه ومن أحب وطنه نعم بالحرية فيه .
انتهي الحوار وكم أنا آسف لعدم تشريفي باسم هذا المحاور الخلوق علي صفحتي ,,, فلا نامت أعين الجبناء ...
محمود صبري