هذا حوار أجراه معي أحد الصحفيين في جريدة عربية للأسف كنت أظنها صاحبة رأي حر ولكن اتضح لي أننا لازلنا تحت سيطرة القمع الفكري ، رئيس تحرير تلك الجريدة منع الحوار من النشر مهددا محاوري بفصله من عمله وإحالته للأمن !! وبعد إلحاح من هذا الشاب الخلوق بنشر الحوارعلي صفحاتي نزلت علي إرادته واحترمت رغبته في نشر الموضوع .
الحوار امتد لما يقرب من ثلاثة ساعات ، سأنشره هاهنا علي جزئين حتى لا يمل القارئ الكريم .
نص الحوار
- بصفتك ناشط لماذا تتعمد ألإبتعاد عن ألإعلام علي عكس ما هو معهود في بعض النشطاء ؟
- أنا أحاول طرق باب التاريخ ، وإذا نظرت إلي من يسلكون ذلك الدرب تجد الإعلام يحتاج إليهم بعد رحيلهم .
- هل أنت عضو في حزب سياسي في مصر ؟
- للأسف لم أجد حزبا سياسيا في الفترة السابقة يرقي إلي طموحي .
- المشهد المصري بعد إسقاط النظام .. إلي أين ؟
- النظام لم يسقط حتى ألان ـــ هناك معركة شرسة تدور علي أرض مصر بين الشعب وفلول النظام ، عندما يقول الشعب أنه يريد إسقاط النظام فهذا لا يعني إقصاء حسني مبارك وعائلته عن المشهد السياسي كما حدث ، يجب نسف أركان النظام بالكامل وحل الحزب الوطني وإبعاد كافة القيادات عن الساحة السياسية والشعبية بالكامل ومحاسبة ألمسئولين عن انهيار مصر . هنا فقط نستطيع القول بأن النظام تم إسقاطه .
- أنت تقول أن هناك معركة شرسة ، متي برأيك ستنتهي هذه المعركة ؟
- أعتقد أنها ستصل لذروتها مع الانتخابات البرلمانية ، سيكون اختبارا قاسيا جدا ... ولكنا اخترنا طريق الحرية ومن وجهة نظري أننا جميعا كمصريين جاهزون لدفع الثمن .
- البعض يري أن الإسلاميين سيصلون إلي الحكم ، ما رأيك ؟
- من تقصد بالإسلاميين ؟!
- الإخوان المسلمين تحديدا
- الإخوان جماعة سياسية ذات مرجعية دينيه ، ولها وجود مؤثر في الشارع المصري جاهل من ينكره وعلينا جميعا احترام وجودهم ، ولكني لا أري لهم أجندة جاهزة للحكم . حين نتحدث عن تيار معين يرنو للحكم يجب أن يكون له هدف وبرنامج واضح وفعال مسبقا في آلية الحكم إن حدث ووصل إلي سدة الحكم .
- هل لك علاقة بالإخوان في مصر ؟
- لست عضوا في الجماعة ولكني علي علاقة طيبة ببعض قياداتها .
- من تحديدا
- الدكتور عصام العريان والأستاذ الدكتور حلمي الجزار
- هل تري علي الساحة الثورية الأن من لا يستحق أن يوجد عليها ؟
- هناك بعض ممن علي الساحة في مرحلة غسل اليد من دماء الشهداء وقتل الوطن والكل يعرفهم ، أري أنهم راحلون في سفينة غارقه مهما حاولوا ، حتما ستلفظهم مصر ولو بعد حين .
- من هم ؟
- لا أحب أن ألوث كتاب التاريخ بأسمائهم علي لساني !
- هل أنت مع محاكمة الرئيس السابق أم تري أن رحيله كاف وكما يقال كفي الله المؤمنين القتال ؟
- يجب محاكمة النظام بالكامل وإعدام محمد حسني مبارك ونجله جمال الدين محمد حسني مبارك بتهمة القتل العمد ، حين يجد المصريون العدالة وهي تأخذ مجراها الطبيعي كسنة أبدية لله حينها يستطيع الضمير المصري أن يطالب الشعب بالنظر للأمام ,,,,,,، لدينا آلاف الشهداء يجب أن نعيد حق دمائهم أولا .
- ذكر لي أحد المقربين منك أنه تم اعتقالك أكثر من مره ..
- لم يكن اعتقالا ، كانت عمليات توقيف معظمها للإرهاب ، الإعتقال ربما يجعل منك بطلا قوميا في أعين المجتمع وهذا ما كان النظام في غني عنه خصوصا وأن أبواب العداء بين الشعب والنظام تزيد كل لحظه .
- متي ألقي القبض عليك أول مره ؟
- حدث هذا حين كنت طالبا في المرحلة الجامعية ، كانت هناك مظاهرة عنيفة تزامنت مع قمة بين الراحل حافظ الأسد وحسني مبارك ، في هذه الأثناء صدر قرار من وزير الثقافة السابق بنشر رواية ( وليمة لأعشاب البحر ) للكاتب السوري حيدر حيدر ضمن برنامج القراءة للجميع ، مما أثار حفيظة الإخوان المسلمين فقاموا بمظاهرة عنيفة إلي حد أن الأمن المركزي دخل بالمدرعات وضرب الطلبة داخل الحرم الجامعي في سابقة لم تشهدها الجامعات المصرية من قبل ، بعدها بعدة أيام تم القبض علي من قبل جهة أمنية حساسة ، ثم تم إخلاء سبيلي بعد تحقيق دام يومين تقريبا .
- هل كنت مشاركا في المظاهرة يومها ؟
- لا ــ أنا لم أشارك في أي مظاهرات من قبل ، كانت من وجهة نظري مجرد وقفات بلا جدوى في حين أن الأمة تنتظر منا الكثير لتقديمه .
- كان لك موقفا معاديا من حكومة شفيق ... لماذا ؟
-الفريق احمد شفيق صديقا شخصيا لمبارك ومقربا من القصر وأحد رجال النظام المخلوع ، في الوقت الذي كنا جميعا نبكي علي الآلاف من شهدائنا وضحايانا كان يقف موقفا معاديا من الثورة ناهيك عن كونه لم يعترف بالثورة إلا قبيل إقالته بساعات ، باختصار هذا الرجل ليس محل ثقة ولا يمكن أن يؤتمن علي مصر في هذه المرحلة الحرجة .
- وماذا عن حكومة الدكتور شرف برأيك ؟
-الدكتور عصام شرف رجل مرحلة ، أعرف جيدا أنه ظلم خلال سنة ونصف قضاها في حكومة نظيف ولم يكن مرضيا عنه من جمال مبارك تحديدا لذلك تم إقصائه عمدا وبدون ابداء الأسباب ، ولكن دعني اقول لك أن المواطن البسيط يري تباطؤ في الحركة ، هناك عدة محاور صعبة لحكومة الدكتور شرف ولكني شخصيا أثق به .
- من وجهة نظرك من يصلح للحكم في تلك الفترة ؟
-الأمة الأن تحتاج لرجل ذو قلب مصري وضمير عربي هنا لا تهم الأسماء أو الألقاب .
- قال لي من أوعز إلي بمحاورتك أنك قمت بارسال رسالة لهيلاري كلينتون ..
-حدث هذا صباح السادس والعشرون من يناير ثاني أيام ثورة الغضب علي ــ اصحابها السلام ــ ففي مساء الخامس والعشرون من يناير وحين كانت القاهرة تحترق خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي تطالب المحتجين بضبط النفس وما أثار حفيظتي وتميزت غيظا بسببه أنها قالت ( إن الإدارة الأمريكية تري أن النظام في القاهرة مستقر )
- ماذا كان نص الرسالة ؟
-كانت الرسالة في مجملها تحذر من المجازفة بمصالح أمريكا في الشرق الأوسط ، وأن النظام سيسقط لا محاله والمسألة مسألة وقت فلا تراهنوا علي الحصان الخاسر .
انتهي الجزء الأول