كثيرا ما يتعارض الأمن مع الشعور بالاحترام ، في هذه الحالة ربما قد يختار الإنسان أن يحافظ علي حياته مضحيا باحترامه لذاته علما بأن الهدف الاسمي للإنسان هو العيش بكرامة ، تلك الكرامة وذاك الاحترام كثيرا ما يكون لهما مفهوم مختلف من شخص لأخر ، ولكن يبقي شرط واحد لكرامة الإنسان واحترامه لنفسه هو حقه الأصيل في اختيار ما يريد وقتما يريد ومن هذا الشرط تتبلور فكرة الحرية ، فبغير ذاك الشرط لا توجد الحرية بمعناها الجوهري ، هي نفسها الكلمة التي تظل حبيسة مسلوبة المضمون كلما زادت نسبة الحياد ، أو كلما ابتعدنا عن منطقة النقد أو الاحتجاج وربما التمرد أيضا لنركن جميعا إلي منطقة ما يريده السلطان ... ، إن احترام الإنسان لنفسه هو المحرك الذي يدفعه احيانا كثيرة نحو نقطة التحيز ، أن تجد قضيتك وتخلق لها فكرا تدافع عنه وتتحيز له بعيدا عن لغة الحياد السقيمه ... ، وكيف لي أن أكون محايدا حين أري أطفالا تضرب اعناقهم بقنابل عنقودية بلا أدني ذنب ، أو تفجر دارعبادة يوم عيد أصحابها عمدا يقتل علي إثرها الأبرياء بلا رحمة مع سبق الإصرار !!
الرأي الحر دائما متحيزا ... ثائرا ... متمردا ، حينا يدافع عن قضيته وأحيانا كثيرة يكون صاحبه علي استعداد وترحيب بأفدح تضحية من أجل قضايا الأخرين ...
ثمة معضلة تدمر بنيان بلاد العرب وهي اعتلاء تلك النكرات للعمل العام سياسيا وفكريا وأدبيا وعلميا وهي حتما مخلفات الفساد التي رعتها عناية السلطان ( أي سلطان.. وكل سلطان في بلادنا ) ،،،،، من هؤلاء من تجده عزيزي القارئ علي شاشات القوادة يسب الثوار صباحا وفي مساء ذات اليوم يهلل للثورة المباركة و يشيد بدور أمريكا اللعينة المحوري في المنطقة وشراكتها الإستراتيجية معنا وهو نفس الشخص كان بالأمس يسب الامبريالية الأمريكية لأنها تفوهت بخزينا وقمعنا للحريات وتزويرنا لحقوقنا ...!! فقط لأنها إرادة السلطان لتصبح عنايتة رحمة، ونظرته إلهاما وآرائه وحيا وسكوته حكمة ، والتدليس يتحول إلي حياد ، والتحيز يصبح عنصرية وتطرفا ، لأن هؤلاء لا تنطق ضمائرهم إلا بما يهواه السلطان أو سمه إن شئت الشيطان
إن الدعوةإلي بناء رأي حر كثيرا ما تتعارض مع جبروت السلطة وأنيابها لأن حكمة السلطان تنبع من حماقة قوته وحماقة قوته تظهر في تعداد ضحاياه لأن ضعف الضحية هو دليل إدانتها في قانون تلك الأنظمة الخانعة ، لذلك تجد الكلمة الأخيرة والقرار النهائي يخرج من بين عضلات تلك الأنظمة .
لقد آن الأوان أن نثير كل الأسألة ونضع كل علامات الإستفهام؟!
لقد آن الأوان أن نفعل ذلك لأنه لابد من أجوبة جديدة علي كل التساؤلات .
علينا الآن أمر هام للغاية ومعضلة تحتاج منا لحل عاجل هي ....
حفظ الذات واحترام النفس !
محمود صبري