فِيِ لَيْلَةٍ شَهِدَ لِهَيْبَتِهَا النَاظِرِينْ
زَادَ هَيْبَتُهَا أَنْ أَتَتْنِيِ بِرَسُوُلٍ أَمِينْ
قَالَ .. إِنَ جَلاَلَةَ التَاَرِيِخِ يَطْلُبُكَ الآَنَ
فَانْهَضْ وَادْخُلِ البَابَ دُخُوُلَ الفَاتِحِينْ
رَكِـبْــتُ جَوَادَاً ..عَرَبِيَــاً ... ثَائِـــرَاً
دَنَوْتُ بَابَ الحَضْرَةِ طَارِقَاً طَرْقَ الشَامِخِيِنْ
شَرَفْتُ بِاسْمِي سِجِلاً لِشَرَفِ الحَاضِرِينْ
رَبَطْتُ حَبْلَ وِصَالاٍ بَيْنِي وَبَيْنَ الخَالِدِينْ
أَبْصَرَتْ عَيْنِيَ بَابَاً يَدْخُلُ مِنْهُ الخَائِنِينْ
وَعَنْ يَمِيِنِيَ بَابَاً يَدْخُلُ مِنْهُ أَحْرَارٌ ثَائِرِينْ
ثُمَ التَفَتُ سَائِلاً دَلِيِلِيَ الأَمِينَ ... فَاسْتَبَقَنِيِ
صَوْتٌ ...أَسْكَتَ مِنْ رَهْبَتِهِ هَمْسُ الجَالِسِينْ
أَنْتَ بِحَضْرَتِيِ ...وَإِنَ حَضْرَتِيِ مَقَامُهَا عِلِيينْ
فَلاَ تَسْأَلَنَ عَمَنْ أَلْبَسْتُهُمُ ثَيَابَ ذُلِ السَافِلِينْ
فَبَعْضُ الرِجَالِ فِيِ حَضْرَةِ التَأْرِيِخِ فِي رِفْعَةٍ
وَبَعْضُ الرِجَالِ فِي حَضْرَةِ القَصْرِ صَاغِرِينْ
يَا جَلَالَةَ التَأْرِيِخِ أَرِحْنِيِ مِنْ قُيُوُدٍ أَرْهَقَتْنِيِ
فَلَقَدْ أَدْمَتْ ثَوْرَتِيِ قُيُوُدُ القَوْمِ السَالِفِينْ
يَا سَيِدَ الحَضْرَةِ أَجِبْنِي .... قَوْلَ حَقٍ يَقِينْ
فَلَكَمْ أَعْيَتْ عُلُوُمِيِ مَسْأَلَةَ القَوْمِ الحَائِرِينْ
أَكَلْبٌ يَعْتَلِيِ عَرْشَ الزَعَامَةِ فِيِ خُنُوُعِ البَائِسِينْ؟!
وَيَسْتَبِيحُ عِرْضَ الرِجَالِ فِيِ خَسَاسَةِ المُجْرِمِينْ
يَا سَيدَ الحَضْرَةِ أَوَ مَاَ كَنَتَ حِكْمَةَ الوَاعِظِينْ ؟!
قَالَ وَيْحَاً لِقَوْمٍ كَانَ زَعِيمُهُمُ شَيْطَانٌ لَعِينْ
ثُمَ أَبْصَرْتُ كَاتِبَ التَأْرِيِخِ يُلْقِيِ بِأَوْرَاقٍ إِلَيَ
مِنْ سُنْدُسٍ مَغْزُوُلٍ وَقَالَ وَقِعْ أَمَامَ الشَاهِدِينْ
فِي حَضْرَةِ التَأْرِيِخِ أَعْلَنْتُ تَمَرُدِيِ... وَقَعْتُ بِاسْمِيِ
وَاسْمِ قَوْمِيِ صَكَ خُلُوُدٍ بَيْنَ أَعْيُنِ العَالَمِيِنْ
وَفِي حَضْرَةِ القَصْرِ بِحِبْرٍ مِنْ دِمَاءِ الأُمَةِ
كَانَ أَشْبَاهُ الرِجَالِ يُوَقِعُونَ عَقْدَ الخَاسِرِينْ
محمود صبري