عزيزي القارئ الكريم هذه رسالة وجدتها منذ قليل في بريدي وبعد أن استأذنت صاحبة الرسالة في البوح بمعانيها وفحواها اسمح لي في نشرها كما جائتني
الرساله : ازيك يا مستر محمود ، عامل ايه ، يا رب تكون بخير وفي أمان
عارف يا مستر دلوقتي بشوف حاجات جديده في مصر مش كنت بشوفها زمان ، ساعات كتير بشوف حاجات زي اللي كنت بتكتبها ، زمان كنت مش بحب القرايه لكن دلوقتي لما بشوف الحاجات دي بحب اقري كلامك كله ، عارف كمان دلوقتي مش خايفه وانا ببعت لك رساله ، حتي بابا عايز يصاحبك يا مستر ، تخيل بابا زمان كان بيقول دول شوية صياع وفاضيين دلوقتي هو نفسه عايز يضيفك صديق علي صفحته ، ادعي يا مستر يا رب لما اكبر اكون زيك كده مش بخاف من حد عشان الناس تفتخر بيا
قولي يا مستر هو انت ليه عامل حرب علي المدعي العام مع ان بسمعهم يقولو انه راجل نزيه ، الناس بتقول عليك مش عاجبك حد
قولي كمان فيه ناس بتقول ان مبارك هيرجع ريس تاني واننا هنحارب اسرائيل قريب ، هو الكلام ده صحيح يا مستر
وسؤال تاني يا مستر يعني ايه كلمة ائتلاف الثورة دي
انا عارفه اني رغايه وعطلتك كتير وكمان مش بعرف اكتب بالفصحي زيك بس عايزه اشوف رايك واطمن عليك
هقول كلمتك المفضله وبعدها سلام
من عرف وطنه احبه ومن احب وطنه نعم بالحرية فيه
سلام يا احسن مستر في الدنيا .
lolaa
انتهت الراسله
ــــــــــــــــــــــ
ربما يظن البعض أنني نشرت تلك الرسالة كنوع من الخيلاء أو ما إلي ذلك من مصطلحات ، والحق اقول أنني لمست شيئا أرقي من منازل الفخر والإعتزاز بالرأي في هذه الرساله ، اسمح لي عزيزي القارئ أن ألقي الضوء علي ما رأيت ...
الرسالة من فتاة لم تكمل بعد عامها السادس عشر إلا أنها طرقت بابا لم يعهد بطرقه من قريناتها في نفس السن وما حولها
هذا إن دل فإنما يدل علي نضج فكري موروث في أبناء وبنات هذه الأمة
هذا ما حاول ويحاول الجلادون كل يوم استئصاله من أمتنا العربيه
هو أيضا نفس الشئ الذي نحاول دائما أن نوضحه لهؤلاء الذين يقفون في منطقة العداء من التاريخ ، بعضهم يغسل يده من دماء الأمة والبعض الأخر يغسل يديه بدماء الأمة وبين هؤلاء وهؤلاء تقف تلك الفتاة وبني جيلها سائلين : إلي أي الفريقين سننتمي ؟!! ، بين قدوة في كثير من الأحيان مفقودة وقائم علي الأمر يترنح في تخبط بين اليأس والرجاء ورغم أن الحق واضح لا ريب فيه ولا زيغ عنه إلا أننا نجد البعض يستمتع بمرارة الهروب منه في جنح الظلام متخفيا وراء عباءة شيطان أخرس يتعاطي ذلك المسكن اللعين (( وماذا سأصنع بمفردي للأمه !! ))
ذات مرة نصحني صديق كنت وقتها في بداية دربي ــ نصحني بأن أبتعد عن هذا الطريق فالحياة أجمل بعيدا عن تلك الصراعات ،،، فكرت ملياً في الأمر كما هي عادتي ـــ ولكني أحسست ببلادة في الحياة وشعور مؤلم أن آتي إلي تلك الدنيا داخلا من باب لأمر بعدة مستويات ومراحل بين تعليم ثم عمل فزواج وتربية أبناء ثم يطعنني العمر طعنته الأخيرة فأنهض للرحيل طاويا صفحتي علي لا شيء ....
بهذه الرسالة البريئة أمام التاريخ أعلن رغم كل المكذبين بأن حضارتنا العربية لازالت علي قيد الحياة ولن تمت
عزيزي القارئ
إن تلك الفتاة وبني جيلها ينتظرون مجهولا نحن من نشكل ملامحه الآن وحتما جميعنا مسؤول ...، سيقف كل منا بمفرده أمام الأجيال القادمة يسألونه عما ترك لهم .... فماذا نحن تاركون ؟!
وسيأتي يوم يقول الله تعالي فيه (( وَقِفُوُهُمْ إِنَهُمْ مَسْؤُوُلُوُنْ ))
صدق الله العظيم
محمود صبري