بادء الأمر أود الإعتذار لكل من كان ينتظر مقالة صريحة أحدد فيها رأيي ، شاكرا ثقة كل من أتصل بي وراسلني سائلا عن رأيي في موضوع الاستفتاء علي تعديل بعض مواد الدستور
قد يعتقد القارئ الكريم أن تلك المقالة متأخرة عن موعدها ، وأنا أعترف بهذا ... وسبب تأخر تلك المقالة هو أنني لم أرد أن يتأثر بآرائي بعض ممن سألوني عن رأيي علما بأنني لم ولن أكون يوما تاجر سياسه ، خصوصا وأن المسألة مصيرية وأمانة سنتحمل نتائجها جميعا بكل سلبياتها وإيجابياتها ، أيضا لن أنكر أنني كنت شبه متيقن من نتيجة الإستفتاء في مجملها وهذا ما ألمحت إليه في التعليق علي مقالات عديدة كُتبت في أماكن متفرقة من ضمنها هذا المكان الموقر اكتفيت بالإشارة إلي رأيي في الموضوع من خلال تلك الردود .... والحق أقول أن ما كنت مهتما به خلال الأربعة أيام الماضية هو تفاعل المصريون مع المسأله في مضمونها وجوهرها ، فمن وجهة نظري أن خروج شعب مصر بتلك الصورة المشرفة في أول عملية استفتاء حرة ونزيهة بدون تلاعب الأطراف المتآمرة هو أول اختبار حقيقي لنجاح الثورة . لا أنكر أيضا ولا ينكر أحد أن هناك بعض السلبيات والتجاوزات التي حدثت أثناء عملية الإستفتاء والتصويت ولكن لكل نجاح أثمان إلا الحرية فلا ثمن لها ... ، والأن وبهذه الخطوة الناجحة نستطيع جميعا أن نقطع شوطا هائلا من الجهد الثقيل بأقل تكاليف فلا خوف علي إنشاء دستور جديد خلال العامين القادمين علما بأن الرئيس المنتخب سيأتي أثناء إنشاء الدستور ، ربما أيضا يخفي علي البعض أن الموافقة علي تعديل بعض من مواد الدستور الأن قد ننجو بها من أزمة فراغ دستوري طويل الأمد ومحتمل في حالة إعلان سقوط الدستور رسميا كما يطالب البعض ، كما أنه وهذه نقطة هامة وكارثية يجب أخذها في الإعتبار بعين الوعي فنحن بحاجة لرفع الحرج عن المؤسسة العسكرية التي نكن لها كل التقدير والعرفان بالجميل فيجب علينا جميعا أن نساعد في نقل السلطة سريعا ... ! ، هناك نقطة أخري يجب الإشارة إليها وهي أننا الأن في حالة ركود اقتصادي حاد وهذا سبب أخر يجعل عملية إنشاء دستور جديد الأن ستكون عملية ليست باليسيرة وإن حدث فستكون عملية متسرعة سنضطر لها لدفع عجلة الإنتاج ربما يلتف حولها من له مصلحة في خروج الدستور الجديد كمسخ مشوه خصوصا وأن فلول الحزب الوطني لاتزال حرة الحركة ولا ينكر أحد وجودها وتأثيرها حتي لو رآه البعض غير فعال !
ما يجب علينا جميعا الأن سواء الموافقون علي تعديل بعض الدستور أو المطالبين بالتغيير الكلي للدستور الأن ، أقول : يجب علينا جميعا أن نتعاطي مع الأمر الواقع بكل إيجابياته وسلبياته وأن نتكاتف من أجل الخروج بانتخابات برلمانية تكون علي قدر المسؤولية التي ستلقي علي عاتقها ، لقد بدأنا مرحلة إختبارات صعبة ويجب علينا تحمل ثمن الديموقراطية التي ننشدها لنعيد لهذا الوطن ما أنعم الله به عليه بالجهد والكفاح
كلمة أخيرة لشباب جيلنا العظيم
من عرف وطنه أحبه .. ومن أحب وطنه نعم بالحرية فيه
عاشت مصر بالمصريين وللمصريين
محمود صبري