مِنْ أَيْنَ يَبْدَأُ الوَطَنُ الأَغَرْ
أَمِنْ دِمَاءٍ سَالتْ تَحْكِي قَدَرْ
أَمْ مِنْ حُدُودِ عَدُوٍ أَمِنَ واسْتَقَرْ
وَالوَغْدُ جَاثِمٌ يَأْبَي أن يَرْتَحِلْ
والوَطَنُ بَاتَ فَوْقَ نَارٍ تَسْتَعِرْ
والدَمْعُ يَخْتَلِطُ بِالدَمِ كَالنَهَرْ
وأُمَةٌ قَابِعَةٌ في القَاعِ تَحْتَضِرْ
ورُؤُوسُهَا أَشْبَاهُ أُسْدٍ كَالْهِرَرْ
إِنْ عَدَا عَلَيَ عَدُوٌ أو حَضَرْ
لا يَخْجَلُونَ إذا وَلَوْا مِنْه الدُبُرْ
وأَظَلُ أَسْبَحُ في السَلَامِ كَالْحَجَرْ
وأَرْشِفُ الهَمَ بَيْنَ مُرٍ وَأَمَرْ
وَيَعُودُ بِي سُؤَالِي في السَحَرْ
مِنْ أَيْنَ يَبْدَأُ الوَطَنُ الأَغَرْ
محمود صبري