عودٌ محمّلٌ بالخيبة
تعقيبًا على ابتسامتك الغامضة:
ماذا تخفي هذه المرة، يا قمري؟
أهو شوقٌ، أم حبٌّ، أم لهفةٌ تتوارى خلف ثغرك؟
هبّ نسيمٌ خريفيٌّ لطيفٌ يشبهك تمامًا، خفيفُ الظلّ،
شعرتُ وكأنّ ابتسامتك حضنٌ دافئٌ لفؤادي المُثلج،
أودّ أن أتغلغل فيك، وأقصّ عليك كلماتي،
تلك التي تبوح بها عيناي قبل شفاهي،
وتنطق بها لمسات يدي قبل صوتي.
كنتُ أشعر بك تحتضنني بجنون،
ويبتسم ثغرك الناعم،
وتنظر إليّ كأنها النظرة الأولى.
ما زلتُ أذكر ذاك اليوم، وذاك الشارع،
والمطر يهطل فوقنا،
أذكر التفاصيل الجميلة التي أصبحت من الماضي،
لكن ابتسامتك أعادت لي تلك الذكريات
التي لم تغب عن ذهني يومًا.
يا لجمال تلك العينين،
تحكي شعرًا دون أن تنبس بكلمة،
تأخذني كلماتها حيث الأحلام الوردية،
والجو الدافئ الذي أحبّه.
لله درّ أيامنا...
كم مرة قلتُ إنني لن أذكرك مجددًا،
وعاهدت نفسي أن أغيّب ذكراك عني،
لكنني أعترف: لم أستطع،
ولعلني لن أستطيع.
من ينسى قلبًا أحبّه؟
كنتَ شيئًا لطيفًا جميلاً في حياتي،
ولكنك يا عزيز الروح، كنت...
والآن، أنا وحدي،
أجابه طيفك، وأحلامنا، وأحاديثنا،
أمسح دموعي وحدي،
ثم يأتي صوتٌ ليعزّيني:
ما زال الطريق طويلًا أمامكِ لتُشفي خوالجكِ،
ولا تنسي...
قضيتما وقتًا رائعًا سويًا،
بإمكانكِ أن تتذكّري ذلك،
ريثما تتعافين تمامًا.
رهام يوسف معلا






































