غَفَتْ خُصلاتُ شعري باردةً، وفؤادي مُنكسر، وعينايَ مُتعبتان. كان جسدي هزيلاً، وبدأتِ الدّموعُ بسردِ القصّة، تارةً تتحدّث، وأخرى تُربّتُ على كتفي. فغفوتُ وخُصلاتُ شعري المتناثرة، كأنّني لم أنَمْ منذ مدّةٍ طويلة.
في الأيامِ الماضية، كان كلّ شيءٍ غريباً؛ القلقُ والتّوتّرُ أصدقائي، وعينايَ باتتا تفقدانِ لونهما، يا الله. والليالي السّوداءُ رسمتْ قبلتَها تحتهما. لم يَعُدِ الدّواءُ يُجدي، ولا نسماتُ الرّيحِ تُنقذ. لكن، إلى متى؟
مَللتُ تكرارَ هذا السيناريو الحقير. لا أبدأُ بتنفّسِ الصّعداءِ حتى أجدهُ عادَ من جديد. ما الذي تُريدهُ منّي؟ إن كان قصدُكَ أن تُتعبني، فالتّعبُ كَلَّ ومَلَّ منّي. وإن كان الإرهاقُ، فإنّهُ ينهشُ عقلي وجسدي منذ زمن. وإن كان الإنهاء، فسأُخبركَ أنّني انتهيتُ بكلِّ شبرٍ منّي، وتلفَتْ أعصابي، وهَزُلَ جسدي.
لا سامحكَ الله، ولا عفا عنكَ. لا أحدَ يستحقُّ كلَّ هذا، ولا أحدَ يتحمّلُ كلَّ هذا. وإن علمتُ بمجيئكَ مرّةً أخرى، سأحتضنك! نعم، سأحتضنك، وأجعلكَ جزءاً منّي، كما أصبحَ الإرهاقُ والتّعب، والدّموعُ والألم، والنّدمُ أيضاً.





































