كنتَ جميع نصوصي، كلماتي ومفرداتي وحصيلتي اللغويّة كلّها، كنتَ الفتحة والضّمّة والسّكون والكسرة، نعم كنتَ الكسرة، تعالَت عينايَ على البكاء، وأبى الفؤاد أن ينزف؛ ينزفُ على فراقكَ أم خذلانكَ لا يدري، جعلتُكَ روحي ووتيني وطفليَ المُدلّل، وصلَ هيامي بكَ حدّ الجنون والإدمان، ووصلتُ لمرحلةِ الهلاوس، أكانَ هذا حبّاً أم لعنةً لا أدري، لكن جلَّ ما أُدرِكهُ أنّك احتلّيتني بطريقةٍ بشعةٍ جداً، بدأتُ أراكَ في الشّوارعِ والأزقّة، قبل النّومِ وبعدهُ وخلالهُ، أراكَ هُنا وهُناك، خلفي وأمامي وبداخلي، تتوسّطني بطريقةٍ رهيبةٍ لم أجد لها مُبرّراً، لم أنسَ أن أجتهدَ في الدّعاءِ بنسيانك، أن أنساكَ ولو لبرهةٍ من الزّمن، أن أنسى حبّكَ وخذلانك، أن يرتاحَ عقلي من كلّ شيءٍ يتعلّقُ بك، ولم أُفلح وقد كنتُ أعلم ذلك، بعدَ كلّ ذلك الحبِّ والعشق والهيام، كانت النّهاية هي نقطة في آخر النّص وأوّل كلمةٍ به.