مرّةً أخرى، ها أنا ذا أقفُ أمام نفسي، أحدّقُ في عينيّ، أتأمّل تفاصيل وجهي وجسدي، أكبرتُ أم أنّها هي من كبُر؟ لعلّني أُبالغُ قليلاً؛ لقد مرّ عليها ثلاثة وعشرون خيبة، وآلافُ الأفكار التهمتها، حاربَت وحاولَت الوقوف مرّة أخرى، حلّلَت العديد من المواقفِ والكلمات، وفكّرت بمئات الأشياء في آنٍ واحد، أأستكثرُ عليها أن تتعب؟ أو أستكثر على عينيّ أن تُرهَق؟
لقد اعتدتُ أن أستمرّ بلومِ نفسي، لكن ماذا سيحدث إن منحتها بعض الرّاحة؟ ماذا سيحصل إن أطلقتُ سراحها ولو لمرّةٍ واحدة على الأقل؟ ألا يحقُّ لي أو لها؟ يا إلهي! بتُّ أتحدّث وكأنّي لا أتكلّم عن نفسي، لا أدري إن كنتُ سأدعها تكمل الطّريقَ وحدها، أم أنّني سأعود إليها كعادتي؛ ليس بمقدوري الابتعاد عنها وليس من حقي، فهي تتعب بسببي وهذا ظلم، في كلِّ مرّةٍ كنتُ أتركها وحدها أعود وأقول: هذه ليست أنا، والظّلمُ ليس منّي، عودي إليها لعلّها تعود هي إليكِ أيضاً.