أشتاقكَ بطريقةٍ موجعةٍ جداً، ها هي السّنين تمضي، وأنا لازلت ألبثُ في ذاتِ المكان، وعند ذاتِ اللحظة، لازالت مراسمُ دفن مشاعري على يدكَ تُقامُ أمامي، لازلت أُبكيك وَأُرثيك، وألومك وأشتاقك، لم أتغيّر قط، باقيةٌ كما أنا، أجمعُ آلافَ الخيبات، وأبحثُ عن برٍّ أرسو عليه، أحشو الفؤادَ بما لا يقوى على حمله، والأفكارُ تُقيمُ احتفالاتٍ يوميّةٍ داخل هذا اللّب، ها أنا هُنا، جالسةٌ أنتظرك إلى ما شاء الله، أنتظرُ عودتكَ المستحيلة، يا لقسوةِ قلبك وأفعالك، أتنتظرني حتى أغادر هذه الحياة لتعودَ أم ماذا؟ ما الذي تنتظره بالضّبط؟ قصدتُ ألّا أغيّرَ مكاني وأن أقفَ عند تلك اللّحظة حتى لا تضيّعَ الطّريق، أيُّ لعنةٍ هذه؟! فعلتَ بي ما لم تفعلهُ المخدرّات أو السّرطان بأيّ إنسان، أخطأتَ بحقّي وَظلمتني، وهجرتني هجراً لا عودة فيه، تالله ماعدتُ أطيقُ حتى نفسي، وبعد كلّ ما سبق، ها أنا أكتبكَ الآن وأشتاقكَ أكثر فأكثر.