كلٌّ منّا بحاجةٍ إلى مَن يعترف به، إلى مَن يقول له : أنتَ تنتمي لي، قطعةٌ منّي لا رحيلَ لها، إلى مَن يُدفئ قلوبنا، ويعتني بنا وكأنّنا النّجاة والعوض وآخر فرصةٍ له.
أنا أمّك، أنا أبوك، أنا أخيك، أنا أختك، أنا ابنك، أنا ابنتك؛ أيّ اعترافٍ كان، ولو بكلمةٍ واحدةٍ على الأقل، ولَو بنظرة، قضيتُ حياتي وأنا أحاول الاعتراف بنفسي، وبحثتُ عن أحدٍ استثنائيٍّ يميّزني ويقول لي أنتَ تخصُّني وحدي، فلم أجد سوى عائلتي وشيءٌ واحدٌ فقط؛ هذا الشّيء كان مرآتي، استنتجتُ مؤخّراً أنّ عليَّ أن أعترف بنفسي أولاً وثانياً وأخيراً، أن أحتويني وأهتمّ بي، لا أحد يستثنيك كما تفعل مرآتك، أي انعكاسك أنت وحدك، فأحسنِ استقبالها واستضافتها.