أجلس في المقهى ، الناس يمرون من حولي نياما يبحثون عن يقظة، لا يلتفتون لحضوري الغائب، حتى الصخب المعتاد في المقهى أضحى من كثافته صمتا، يبعد عن شرودي بآلاف الأميال، ذلك الشرود الصديق الذي يرافقني فيكسر الملل بالأفكار و يرحمني من الصحبة البغيضة عندما أغرق فيه لأمارس وحدتي وسطهم بمنتهى القناعة.
المقهى يجلس متأملا لرواده على مر السنون في صمت مهيب، بالرغم من صخبهم الذي لا يفتر، يحتفظ برأيه فيهم، لا يوافق ولا يعترض، ربما كان صمته عدم أكتراث وربما كان هدوءا يسبق عاصفته التي سيلفظهم فيها يوما ما.