تحاصرني وحدتي، وأخشى – من شدة جوعها – أن تلتهمني.
وأتهرب من الحب، لأنني أخشى – من شدة شراهتي وعطائي – أن يقتلك.
وفي تلك المساحة المتوتّرة، يقبع قلبي حزينًا، مفكرًا...
أحاول لمسه، فيُبعِدني، ويَلوذ بجدار الصدر البارد.
يُنكرني، كما أنكر بطرسُ المسيح...
فيرتجف إيماني، المتجذّر في أرض الكرامة...
وتثور الوحشة في وجهي، وتصيح "ربِّ لا تذرني فردًا"
ومع ذلك كله، أظل أرجوك، أن لا تندلع بداخلي، وتحرق جذوري، ثم تتركني نهبًا للريح دون أن تلتفت.
فوحدتي ،خيرٌ من ظلٍّ، يقف على أرض رخوة، يمنيني بالدفء، ويختفي عندما يجن ليلي، دون أثر أقبضه .