مع كل ظلم جديد تزداد الدنيا سوادا ، يصبح الجو خانقا أكثر من ذي قبل ، تحترق رئتيك كلفافة تبغ تحترق ببطء ،مسجون دخانها المتوحش بأنيابه البيضاء بداخل عقلك، يلتهم ماتبقى منه ، تصبح الأشياء بلا منطق والصور بلا معني و الكلمات بلا قيمة والقيم تصبح وهما ...سرابا ... دمعا .... ،ألما يصرخ حد النزف ، يقطع أحشاء احترقت يوما علي من قطع أوصالها أربا بلا ثمن يذكر .
تمر الأيام تنطفيء آخر خيوط الاحتراق مخلفة وراءها جسدا باهت و رماد عقل وقلب متكور في ركن القفص الصدري كطفل قتلت أمه أمام عينيه ولا يدري أين يذهب لا يري إلا مخالب ،يغمض عينيه ...يتمني الموت قبل أن يفتح جفونه مرة أخري علي نفس الصور ...علي نفس الألم .
رانيا ثروت