عندما تشرفتُ بالدراسة في الرواق الأزهري - لفترة وجيزة مع الأسف - وجدتُ أن المسائل الخلافية، لو تُرِكت، لما مست صحيح الدين بشيء، ككيفية استواء الله على العرش مثلًا. هذه المسألة وحدها عليها "خناقة" قد كده!
هو لو قلنا: "الله أعلم" وتركناها، هيحصل حاجة؟! ولا هيحصل حاجة؟!
وكذلك خناقات صفات الله وأسمائه، ومشكلات علماء الكلام، والصراعات المستمرة بين السلفية والأشعرية، التي قد تصل أحيانًا إلى حد التكفير...
وكل ذلك لم يكن له أصل على عهد رسول الله ﷺ، حين كانت الأمة أمةً واحدة. والحديث في مثل هذه المسائل ذو شجون ويطول...
إن التفرّق إلى شيع وطوائف وأفكار، كان دائمًا سببًا في الهزيمة والزوال، كما علمنا الله تعالى في كتابه:
"وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصابرين"
ألم يأنِ للذين آمنوا بالله ورسوله أن يتّحدوا على منهج واحد، ورؤية واحدة؟!
رؤية تجمع الأمة كلها تحت راية شهادة أن لا إله إلا الله، محمد رسول الله؟!
المهم أننا نؤمن، ونعلم علم اليقين أن لنا ربًا هو الله، نؤمن به كأننا نراه، ونطيعه ما استطعنا، فيما فرضه علينا وعلّمنا إياه،
ونحبّه ونعبده لأنه مستحق للحب والعبادة.
رانيا ثروت
*
وكان هذا تعقيبي على منشور الباشمهندس عبدالفتاح بدران بدران ، الذي يثير دائمًا قضايا مهمة، بغرض النفع، وبدافع الإخلاص لدين الله، ولأمة محمد ﷺ.
جزاه الله خيرًا.