هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة رشا شمس الدين
  5. شياطين الإنـس ج2

( الجـزء الثانــــــــي)

 مازالت "ماليكـا الدرزاوي" تتابع حديثًـا استرسل من داخل عقلها الباطن، تلقي ما تلقي أمام طبيبها د. بهـاء النشوقاتـي.

تنهدت تقول: هل يتخذ الإنسان قراره بالتحول إلى شيطان أم أنه أمر تلقائي بفعل الأحداث الجِسام التي تمر به فتُحطم إنسانيته وتسحقها داخله؟

أعتقد أن لا إنسان يولد شيطانًا، بل يصير كذلك بإرادته حين تنزع منه إنسانيته بفعل إنسان آخر؛ يسكنه ألم شديد يعتصر روحه، ألم بشع لا يصدر عن ذبح أو إزهاق الروح ذاتها، فلا يستطيع الإنسان حينها أن يحتفظ بإنسانيته في ظل هذا الفزع وهذا الهــــــــول.

إنها بصمة الشر التي تتسرب داخله فتُسكِن ضميره فيؤلِم كما تألم ويجرح كما جُرح وليذبح كما ذُبِــــح، بإختصار إنها ميكانيكية الألم المضاد، فلا تخف حدة آلام أصابت إنسانًـا إلا بإحداث آلام مقابلة مساوية في القوة ومضادة في الاتجاه، قانون يحكم الإنسان كما يحكم الطبيعة، لكل فعل ردة فعل، لا يهم إن كان الفعل قصدًا أو عن غير قصد، الأهم هو عُمق الألم الصادر عنه، وعليه تتحدد ردة الفعل وعُنفهـا.

هكذا وجدتُ الشـر يملأني وقواه تُحركني ضد النساء الثلاث اللاتي دمرن حياتي، أمـي وأختـي وصديقتـي!!

وإليكَ يا طبيبي حكايتي مع كل منهن على حِـدا.

سِيفيــــن كامل الهلالي ( أمـــــــي).

أمي الجميلة جدًا، البلورية ذات البشرة البيضاء وكأنها نُحِتت من ثلج، تنحدر من أصول كُردية خالصة امتزجت بأبناء النيل الخصب لعدة أجيال متعاقبة فجاءت سيفين تنتمي إلى وادي النيل قلبًـا وقالبًـا لكنها فقط تحملُ اسمًا لقرية كردية حاول العثمانيون تدميرها ثلاث مرات إلا أنه أُعيد بناءها فغدت واحة غنَّـاء، تلك القرية كانت مشهورة بالتفاح والتربة الخصبة جدًا، ففي اللغة الكردية "سيفين" تعني التفاح.

جاءت أمي إلى دنيانا وهي تفيض عذوبة وحنانًـا، أحبت أبي "حسن الدرزاوي" حبًـا خالصًا، أحبته أكثر مما أحبتني، أغرقته بعواطفها التي لا مثيل لها، آمن هو بأنها نوع مختلف من النساء لا مثيل له، سكب كل عواطفه في اتجاهها فلم تترك لي نافذة واحدة أُطل منها على قلب أبي، لم يكن في حاجة إلى عواطف أخرى تأتيه من اتجاه مختلف حتى لو كانت عواطف ابنته، غدوتُ كالغريب بينهما وما أصعب أن تكون غريبًـا في بيتك وعالمك! 

وما أسوأ أن تشعر بأن أمك تحبك أقل مما تحتاج أنت! 

وما أشقى ألا يحتاج أبوك إلى حبك! 

والأكثر إجحافًـا ألا يُتاح لك التعبير عن مشاعرك فتختزلها وتكبتها حتى تصير عبئًـا يُثقل كاهلك فتشعر حتمًـا بالاختناق وكأنك على وشك الموت بل أنك تموت فعلًا كل يوم من جديـد!

ومات أبي فجأة، أحزنني موته رغمًا عن ذلك شغلني شعوري بالشماتة تجاه أمي، كانت "سيفين" صغيرة وجميلة، أربكها موت حبيبها، أول رجل قطف بكارة قلبها واحتل عقلها، كفلها صديقه المقرب "أشرف الشربتلي" في كنفه، اعتنى بها عناية تفوق الوصف، هدهد مشاعرها، ربت على حزنها بتروي ولطف، تزوجته بعد بضع سنوات بعين العقل وبدافع التعود والاحتياج.

كان أشرف يكبرها بعشر سنوات على الأقل، رجل عاقل متزن وملتزم أخلاقيًـا، قبلها كان عازفا عن الزواج منصرف عن النساء برغبته، عاملني بود واحترام كابنته ولم يصدر عنه أبدًا ما قد يُساء فهمه، وبمرور الأيام تعلقت أمي به تعلقًا شديدًا، أدركتُ أن هذه المرة لا يحق لي منافستها على قلبه ولا الشعور بالغيرة بسبب ما يشملها به من حب ورعاية، فهو لم يكن أبي على أي حال، ولم أتوقع منه حبًـا أبويًـا ولا يحق له أن يتوقع مني أي مشاعر إيجابية تجاهه، كل ما كان يخشاه أن أحمل له بعض المشاعر السلبية لأنه حل محل صديقه العزيز في حياتنا....

أخذ مكانه في البيت بصورة طبيعية كزوج حتى أن صورة زفاف أبي وأمي أزيلت من على جدار غرفة المعيشة وحل محلها تابلوة كبير رُسم للعروسين آثناء زيارتهما لبحيرة قارون في أسبوع العسل، اغتظتُ لهذا الوضع الجديد الذي لم يتح لي أي حقوق أو امتيازات تمامًا مثلما كان وضعي القديم، هنا نبتت أول نبتة شـر داخلي، بدأتُ أحدِّث "أشرف" كثيرًا عن نفسه، تدريجيًا جعلته يصدق أنه أفضل الرجال وأعقلهم بل وأكثرهم حكمة، ورغم بلوغه الخمسين إلا أنه يبدو شابًا وسيمًا، قوامه الرياضي الممشوق يجذب إليه الصغيرات وهو جدير بحبهن حقًـا، تمامًا ك"عمرو دياب" كلما مر عليه يوم صغُر عام، حكيتُ له حكايات كثيرة وهمية كاذبة عن بعض صديقاتي الصغيرات مثلي اللاتي تعلقن برجال في مثل عمره، وضعتُ يدي على نقطة ضعفه الأساسية، ف"أشرف" يجزع من تقدمه في العمر، ضربتُ برقة ونعومة على هذا الوتـر الحساس.

ألهبتُ خياله بلساني وروحي وحركاتي وبحكايات مثيرة نابضة بالعنفوان والشهوة؛ فتهاوى قناع الحكمة وتزلزل الوجدان المُتزن وخار الجسد المتماسك؛ سقط الرجل سقطة مدوية، حينها شعرتُ أني انتزعتُ سكينًـا من تلك التي غُرست في صدري وغرستُها مجددًا في صدر أمي الجميلة "سيفين الهلالي"، ذبحتُها تمامًا حين دبرتُ موقفًا جعلها تتصور أن الرجل المتزن الحكيم يحاول اغتصابي، صُدمت أمي وحصلت على الطلاق حين أرهبت زوجها مُهددة بالتشهير به في عمله وبين أسرته، عادت بعدها إلى أحزانها منطوية تنزف دمًـا من روحها المذبوحة بسكيني التَّلـم، هكذا انتصرتُ دون أن أرحم ماما، دون أن أمنحها كامل فرصتها في الحصول على السعادة، ف"مليكـا الدرزاوي" تنتصر دومًـــــا!

فهل اغتصبني زوج أمي أو حاول حقًا اغتصابي؟... أقسم أنه لم يفعل ولم يحاول ولم يُفكـر، فقط كانت رجولته تقتات على حكاياتي وإيحاءاتي وإيماءاتي، مغامرة يحاول بها إلهاب فكره، مغامرة تليق بحجم خوفه من أن يكبر ويشيخ، ينكمش، ثم يندثـر إلى الأبــــــد..

 

إلى اللقاء والجزء التالـــــث قريبــًـــــــــا.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333973
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189868
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181477
4الكاتبمدونة زينب حمدي169750
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130965
6الكاتبمدونة مني امين116784
7الكاتبمدونة سمير حماد 107818
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97896
9الكاتبمدونة مني العقدة95011
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91759

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1153 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع