تسير على هدي دموعها فهي دليلها لطريق لا تعرف نهايته، ويقطر من قلبها نبضات ماسية، فيلحق بها:
ـ انتظري .. إلى أين أنتِ ذاهبة ؟!
فتنظر إليه بعيون ملأها الندم، وتجيبه:
ـ إني راحلة
فيصاب بالخوف من مقولتها الحازمة:
ـ لماذا ؟!
تبدو إبتسامة حزينة على ثغرها:
ـ لم تعد الرجل الذي ظننته وأحببته
ـ كيف ؟!
ـ أنت رجل مُستهلك وأنا لا يجذبني هذا الرجل
فينظر إليها بإستنكار:
ـ مُستهلك ؟ ماذا تقصدي؟
ـ المستهلك يا من أحببت .. هو الذي يلهث خلف كل فتاة وإمرأة طمعًا في نقطة حليب سامة من ثديها أو رشفة فراولة فاسدة من شفتيها ولعله يصيب مضاجعة مبتذلة، وهذا النوع يفقد قلبي
ـ أنتِ واهمة .. أنا ما زلت أحبك
ـ أنت ليس لديك قلب ـ فقط ـ أحببت حبي لك .. كنت أنانياً بحجم كوكب مشؤوم
فيلتقط أنفاسه:
ـ إستمعي إلىّ
فتقاطعه قائلة:
ـ بل إستمع أنت إلىّ .. لقد آمنت بك وأحببتك وظللت وفية على العهد ، والآن قد نلت ثمن وفائي منك
وبلهفة الخوف:
ـ كلهنّ عابرات
ـ لا أكترث .. ولكن كل أنثى سعيت خلفها .. كان ثمنها أنين قلبي ومع كل آنة يتمزق جزء من حبي لك
وفجأة تمسك بالجزء الأيسر وتصدر منها آهة تُذيب الجليد، فينتابه الهلع عليها، ويحاول الاقتراب منها ولكنها تبتعد بخطوة إلى الوراء، فيسألها بهلع:
ـ ما بكِ ؟
فتجيبه بألم:
ـ لا شيء .. إنه فقط يؤلمني كمن غرس نصل خنجر بارد بداخله
يحاول الاقتراب منها قائلًا:
ـ دعينا نتحدث
ولكنها تُدير ظهرها له:
ـ سأرحل .. وأتركك معهنّ وأتركهنّ معك ولتملأ خزائنك بهنّ كيفما شئت وتعيث معهنّ فسادًا ، ولكني سأكون أكرم منك وأدعو الله أن يسامحك على ما إقترفته في حق قلب لم يكن ينبض إلا لك
فينادى بيأس:
ـ عودي
فتبتعد وهي تعاني ألم الفراق:
ـ سأعود يومًا ولكن .. بقلب آخر