المطلقة والجاهل
**************
ـ أتحبني؟
ـ أُحبك ؟! بل أعشقك يا من إستوطنتِ القلب ، ولا حياة لي بدونكِ
ـ إذاً .. متى سنتزوج؟
ـ نتزوج؟!
ـ نعم .. نتيجة أي علاقة حب طبيعية
ـ وهل جئت بكلمة زواج في كل أحاديثنا؟!
ـ منطق طبيعي .. ألست تحبني؟!
ـ ولكن .. العادات والتقاليد؟
ـ أي عادات وتقاليد؟!
ـ أنتِ امرأة مطلقة.
ـ وماذا؟!
ـ تعلمين نظرة المجتمع للمطلقات.
ـ وهل أنت واحد منهم؟
ـ أنا أعيش في هذا المجتمع يا حبيبتي.
ـ حبيبتك ! لقد مكثت معك سنتين ولم تر مني ما يُشين
ـ أعلم أنكِ نقية وطاهرة وغير متاحة ولكن عائلتي .. والدتي .. أختي .. الأقارب والجيران !
ـ لقد تحملت كل طبائعك من أجل الحب ، وأنت تلفظني هكذا من أجل مجتمع جاهل؟!
ـ أنا أحبك
ـ كفى .. أنت لا تعلم معنى الحب .. أنت شخص جاهل ولا آمن على نفسي معه.
ثم تركنه غير آسفة على هذا الكائن، وإنما على مشاعر وهبتها لمن لا يستحق وأخذت تردد بدموع القهر قائلة : ( يارب أنت العدل ) ، وتمر شهور وشهور ويحدث العدل الإلهي ، وتأتيهم أخته باكية ومنهارة:
ـ ماذا حدث؟!
ـ لقد طلقني زوجي.
ـ لماذا ؟ هل أسأتِ إليه؟
ـ إطلاقاً.
ـ إذاً .. ما السبب؟
ـ لقد أحب امرأة أخرى وتزوجها
وهنا صدرت من الأم آهة مكتومة قائلة:
ـ حظك مثل أمك يا إبنتي؟
فتعجب وإندهش وسألها:
ـ ماذا تقولين؟
ـ نعم يا ولدي .. فوالدك لم يمت كما أخبرتكما من قبل .. بل سافر وأرسل لي بورقة طلاقي منذ سنوات ، وإنقطعت أخباره عنا ، ففضلت أن أُخبركما أنه مات بدلاً من الحقيقة.
دارت رأسه، وتأوه قلبه، وتذكر من ذبحها باسم العادات والتقاليد والمجتمع الجاهل، وعاش في بيت المطلقات ـ فقرر أن يذهب إليها يرجوها ويتوسل إليها، ووجدها في النادي تحتضن ذراع شاب وسيم ويمتلىء وجهها بإبتسامة، وإزدادت جمالًا فوق جمالها ، فإبتعد في صمت ، وذهب ليسأل حارس الأمن عن ماهية هذا الشخص ، فأخبره أنه زوجها منذ شهور والنادي يحكى قصة سعادتهما معًا.
إعتصره الألم والندم ، فأخذ يتقصى المعلومات هنا وهناك ، وعلم أن هذا الزوج لم يسبق له الزواج من قبل وأنه سعى خلفها أياماً وأياماً حتى داوى جروح قلبها وتزوجها غير آبه بكم .. أيها البلهاء.