♥♥♥♥♥♥
جلست بثوبها الأزرق السماوي على حافة النهر تبثه ألمها وحنينها، وغابت داخل ذكرياتها مع آخر خيط من شمس المغيب، فامتزجت دموع الحزن بمياهه العذبه، ولم تعد تشعر إلا بألم فى جانبها الأيسر.
انتفضت فجأة على ما يحط فوق رأسها، فالتفت خلفها لتجده يسبح بأنامله بين خصلات شعرها الحريرية حالكة السود، فابتسمت عيناها وارتعش ثغرها من السعادة، وعندما همت بالتحدث وضع إصبعه على شفتيها، ثم حملها بين يديه كحمامة وديعة، واستكانت هي بين ذراعيه،
واتجه بها نحو فراش الحب، ووضعها بكل رفق، وجلس بجانبها ناظرًا إليها بكل شوق فهمست له:
ـ أهُنت عليك كل هذا الوقت؟!
فأجابها بصرامة حانية:
ـ كان لابد من الابتعاد قليلًا
فتدلل صوتها:
ـ ولكن ابتعادك القاسى آلمنى
وبنظرة حادة ممتلئة حب:
ـ عقاب هام لعدم طاعتك
فمالت على صدره كقطة:
ـ لن أُفعلها ثانية، فقد اشتقت لنظراتك النارية عند غضبك، وصوتك الأجش حين تعاتبنى
وبصوت كله لهفة:
ـ وأنا اشتقت لـ كلك
فداعبته بأنفاسها الحارة:
ـ أعشق كل ما فيك
فمرر أنامله على شفتيها، واقترب منها وتلذذ بطعم الكرز، وكانت كريمة فأطعمته شجرة كرز، وانتقما من الفراق بكل شراهة