هاله جمالها الذى توهج بعد الفراق، وهو من ظن أنها ستذبل مثل زهرة جذورها قابعة فى دموع الأسى، نظراته الصامتة العاشقة المُصوبة نحوها أدهشتها، فسألته بهدوء:
ـ ألم تنساني بعد؟!
ولكنه حرك رأسه بعجز:
ـ لم أستطع، وليتني ملكت القدرة على ذلك
رفعت كتفيها لأعلى، وبابتسامة باردة:
ـ لماذا؟! انغمست في علاقات متعددة مع نساء مختلفات وفيهنّ الأجمل!
طأطأ رأسه لأسفل بندم:
ـ لم أجد إمرأة مثلك وبصدق تام فأنا لم أحاول البحث عن غيرك
بنظرة ملأتها الدهشة والسعادة:
ـ لم كل هذا؟!
فنظر إليها وعيناه تنطق بالصدق:
ـ أنتِ إمرأة تحمل الحب في عينيها، وهبتني عمرًا من الحنان، وأطعمتنى شهد الأنوثة، وأسقيتنى ماء الأمان
فتراجعت للخلف مُتسائلة:
ـ أكنت كل هذا لك؟!
وبحروف تحمل كل الحب:
ـ بل أكثر، كنتِ أمًا لطفل مشاغب، وأنثى لرجل يشتاقك .. كنتِ عقلًا عند وجوب العقل، وقلبًا حانيًا وقت الاحتياج
بدأت تطفو دموع الألم على عينيها السوداء الواسعة:
ـ لقد أحببتك مثلما أحببت نفسي وأكثر، كنت أرغب أن أعطيك روحي مقابل سعادتك، ولكنك .............
وسقطت دموعها على محياها الجميل، مما زاد من عذابه، وشاح بوجهه كي لا يرى ألمها، وسمعها تهمس:
ـ لماذا فعلت ذلك بنا؟
فأجابها دون النظر:
ـ أنتِ من فارقتِ
وبصوت متعلثم:
ـ لقد شعرت أنك لم تعد .. أنــــا
وببكاء مكتوم:
ـ لما لم تحاول الاتصال بي؟
حزينًا .. نادمًا:
ـ غبيًا ومازلت
فنظرت إليه ودموعها كـ لألىء تُزين وجهها الجميل:
ـ سأظل أحبك وإن نفدت بحار العالم، ولكني لن .... أعـــــــود
أولته ظهرها، فمال عليها، ثم أمسك بها وبإصرار:
ـ وأنا لن أتركك يا .. أنــــــا