من سنن الله تعالى التي لا تتبدل ولا تتغير، أنه إذا عم الفساد، وشاعت الفواحش والرذائل، واستباح الناس الحرمات، واستهانوا
بالدماء والأعراض، حل عليهم العقاب، ونزل بهم العذاب.
وهذه سنة كونية لا تخفى، رأيناها بأعيننا، وفي قصص الغابرين، وفي بقايا مدائن صالح وقوم لوط وآثارهما، وفي أطلال مدينة بومباي الايطالية ما يكفي من العبرة والعظة كما قال الله تعالى:
"لقد كان في قصصهم عبرة".
ولقد جاء الناس اليوم نذير بعد نذير، وآية بعد آية، فلم ينتبهوا، ولم يفهموا، ولم يبق إلا عذاب عظيم، وآية كبري، تصك الناس صكاً، وتصخهم صخاً، جاءنا اليوم صريخها، وصاح بالأفق نذيرها، أوبئة وأمراض، وقتل وتشريد، وحروب وتدمير، فانتظروها غداً أو بعد غد، فقد آن أوانها، وحل زمانها فاستعدوا و أعدوا.
لقد حسم التافهون المعركة لصالحهم كما قال آلان دونو في كتابه نظام التفاهة، وأصبحت حياة العقلاء جحيما، في مجتمع لا يروج فيه إلا كل سخيف، ولا يهاجم إلا كل ذي قيمة بما في ذلك ثوابت العقل والدين، ما ينذر بهلاك قريب كما قال آلان دونو.