انتشر على مواقع التواصل منشور خطير جداً (من وجهة نظري)،
وللأسف الشديد يقوم الكثيرون بمشاركته وإعادة نشره عن جهل
أو غفلة، غير منتبهين لما يحمله من معان مفخخة ملغومة.
المنشور ينفي عن النبي صلى الله عليه وسلم صفة الأمية التي تعني أنه لا يقرأ و لا يكتب، ويفسر معنى الأمي بأنه نسبة إلى أم القرى (مكة)، أو أنه صلى الله عليه وسلم كان أمة، كما كان إبراهيم عليه السلام أمة، ويعتقدون أن وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه لا يقرأ ولا يكتب يعد انتقاصا منه، وعيباً فيه، وأنه لا يليق بمقام النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون أميا غير قارئ ولا كاتب.
والحق أن هذا المنشور فخ خطير نصب لنا عن عمد، ووقع فيه الكثيرون من غلبة الجهل، وضعف العقل، وقلة العلم، وبعد عامة المسلمين عن جوهر التشريع، وأسرار التنزيل.
إن الحق الذي لا ريب فيه أن من تمام عظمة النبي صلى الله عليه وسلم، وصدق نبوته أن يكون أميا لا يقرأ ولا يكتب، و لم يتلق العلم عن أحد، و لا جلس أمام معلم، فإذا نطق بالحق، وجرت على لسانه الحكمة، واستفاضت العلوم ، فهو وحي الله ورسالته؛ ولذلك كان من تمام حكمة الله تعالى أن يجعله أميا ليعلم الجميع أنه ينطق بالوحي ويعل بعلم الله له.
وإذا صدقنا اليوم أنه يقرأ ويكتب ويعرف اللغات، فسوف نصدق غداً أن القرآن كلامه وتأليفه، وليس وحي الله وكلامه تعالى، وهي التهمة نفسها التي رماه بها الكفار قديماً وحديثاً، فانتبهوا إن تقعوا في الفخ و تستدرجوا إلى المحظور.