وبعد سنوات من الفراق رأيتها في جنازة أمها، حضرت باسمة،وقد تعمدت أن ترتدي فستانها الأحمر الصاخب، وكانت حريصة على أن يراها الجميع مبتهجة بوفاة أمها، بل وشامتة.
كان الموقف صادماً، أسكت الجميع، واكتفى الحاضرون بنظرات الدهشة والاحتقار، ومن قبلهما التساؤل، الذين لا يعرفونها رمقوها بسخط واستياء، وهم أحدهم بالذهاب إليها وطردها من المكان، والاعتداء عليها إذا تطلب الأمر، لولا أن منعه أحد الحضور حتى لا يخرج الأمر عن السيطرة، ويفسد هيبة اللحظة.
والذين يعرفونها تساءلوا في ألم: هل وصل الأمر بينها وبين أمها إلى هذه الدرجة، لا يوجد مبرر - من وجهة نظرهم - لهذا التصرف الكارثي مهما بلغ الخلاف بينهما.
واحد فقط من بين الحضور بدا له موقفها مبرراً ومنطقياً ومتوقعاً .. تبادلنا هو وهي وأنا نظرات طويلة لاحظها الجميع .....
من هنا تبدأ الرواية وهناك تنتهي. يتبع