ماذا لو عاد معتذراً ؟
سأفتح له بابـًا من الـود ، وأُغلق عنه بوابات قلبي التي ڪانت مفتوحةً له على مصراعيها، فلم يُراعِ حُرمةَ قلبي، وظل يطلق عليه سِهامـًا ورَصَاصَاتِ غدرٍ متوالية، بيد أني ڪنتُ أُحصنه بـ درعٍ من الحب ، وهي ـ إن تعلم ـ أقوى دروع الحياة، فلم يصبني من سهامه أذى، ولم يعتريني منه خوف ..
فقط تفتحت عيون قلبي على وجـهٍ آخر للدنيا .. وجه قبيح ڪان يستتر بقناعٍ زائف، وحين سقط القناع رأيت ندوبـًا سوداء تشوهه، وعيون حمراء يملؤها الشر .. وحين دققت النظر بها وجدت بداخلها عشرات البشر، بل مئات، وجميعهم يحملون وجوها تبدو غائمة ، لا أستطيع تمييز الطيب من الخبيث .. يبدو أن جميعهم قد لبسوا ذات القناع، وتماهوا في الزيف حتى نسوا ملامحهم الأصيلة.
تاه الصدق في وجوههم، وذابت الملامح بين الرياء والنفاق، فصار القلب يرتجف ڪلما حاول أن يثق، وڪأن الطعنات لا تأتي من خلفك فقط، بل من الوجوه التي تبتسم لك أيضًا.
وهڪذا تعلمت أن لا أفتح قلبي إلا لقلّة، لتلك الأرواح النادرة التي لا تجيد الطعن ..
فإن عاد معتذراً سأبتسم، وسأقول له:
"شڪرًا، فقد ڪنتَ الدرس الأهم في ڪتاب الحياة."