عزيزي ..
إنها الواحدة بعد منتصف الليل .. الوقت الذي يصمت فيه ڪل شئ ، إلا حديث عقلي ، الذي لا يتوقف عن التفڪير !
يدور فيه ألف قصة و رواية عن أسباب اختفاءك المفاجئ .. اختفيت عن العالم وانقطعت ڪل أخبارك .. فأصابني ذهول ، أرقٌ وقلق ، ثـم اعتياد ...
نعم ، اعتدت الوحدة .. اعتدت الألم ..
لم يعد هناك فارقا ڪبيرًا بين وجودك وعدمه ، ڪل الأشياء حولي اعتادت غيابك..
حتى دقات قلبي التي ڪانت تستعد لحضورك أصبحت الآن منتظمة رتيبة .. عيناي العاشقتان اللتان كانتا ترتسم فيهما ابتسامةَ عشقٍ لرؤياك ، أصبحتا ذابلتين ..
تلك الفراشات المُلونة بداخل قفصي الصدريّ ، والتي ڪانت تبتهج للحديث معك .. كلها يأست من انتظارك ، تمردت لغيابـك وطارت ..
أصبحتُ أتنهد تنهيدات مؤلمة بدلاً من تنهيدات الحب الناعمـة ..
الأيام باتت مملة ، عقرب الساعات توقف عند تلك الساعة التي غادرتني فيها ..
ڪل ذڪرياتي معك أحتفظ بها في باقة الزهور التي أهديتني إياها .. كل زهرة منهن تحڪي لي قصة عشقك دون ملل .. ولڪني بالأمس استطعت أن أتخلص منها ؛ فڪل حڪاياتها باتت ڪاذبة ..
أتعلـم ! منذ أن غزوتَ عالمي الصغير كل ما فيه ڪان يشدو بـ اسمك .. ولڪن الآن تبدل ڪل شئ ... فأصبحتَ بعد ذلك الغياب الطويل الغير مبرر « لا شيء» !!
أصبحتَ بالنسبة لي لا شيء على الإطلاق !!
•
•
•
•
•
•
•
أعـد قراءة ما ڪتبته لك ؛ أنا أڪذب ..
لم أعتد غيابك .. دقات قلبي لازالت تلهث شوقـًا لك ، عيناي لازالتا تنتظراك ، حتى فراشاتي المُلونة لازالت تنتظرك .. أما باقة الزهور لم تبرح مڪانها منذ أن أهديتني إياها .. لم يتغير شيء ..
لم يتبـدل شيء على الإطلاق ..
و لازلت أنتظــــرك !!! ...