أشتهي جلوسـاً بمفـردي بعيـداً عن ضوضـاء العالـم .. في تلك الجزيـرة البعيـدة ، المنعـزلة عن البشـر .. تتراقـص الأمـواج مـن حـولي في هـدوءٍ فَـتَّـان تستعـرض جمـالهـا .. يُطـرِبُ قلبـي هديـرهـا ..
أشهـدُ لحظـة اختبـاء الشمـس خلـف الغيـوم .. لوحـة الغـروب تأسرني .. لا أَمَـلُّ منها أبداً ، أشاهـدهـا في ڪل مـرة ، وڪأني أراها للمـرة الأولى .. لا أڪتـرث كثيراً لذلك المقعد الخـالي بجانبـي .. فهـو دومـاً يبـدو خاليـاً ، ڪقلبي تمامـاً .. أحتسي قهوتي الساخنة التي صنعتهـا لنفسي بڪل الحـب .. أرتـشـف السعـادة مع مـذاقهـا الذي يبعـث نشـوةً مـا بداخلي ..
لا أڪتفي أبداً من استنشاق رائحتها التي تنتصر في ڪل مرة على ذڪرى ما مؤلمة مُـخبـأة بأعمـاقي ، تنتـزعها فلا تُبقي لها أثـر ..
حتى ذلك الرجـل الذي مـر بخاطري الآن استطاعـت هي في لحظةٍ واحدة أن تمحـوه بڪل رفـق من ذاڪرتـي .. دون معانـاة .. دون ألم .. دون دمـوع .. تماماً ڪما يفعـل « الزهايمر » حين يمحو من ذاڪرتنا مَـن ڪان يوماً أقـرب إلينـا مـن أرواحنا ..
أُغـمـض عينـاي هنيهـة وأتنهـد ! ، ثم .. أبتسـم لرؤيا حُلمـاً ما يداعـب شغـاف قلبي ڪل ليلة .. بتفاصيـل روائيـة لا تنتمي للواقع ڪثيراً .. ولڪنها تَـربت على روحي برفق وتعانقني عناقـاً يبعـثُ الدفئ بأوصالي .. أستطيـع أن أنسـج من أحلامي معطفـاً يُدثرني من بـرد الشتـاء ومظلـةً تحمينـي من المطـر .. و لڪن !!
هـل أستطيـع أن أنسـج منهـا واقعـاً يرافق أيامـي ؟