هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. عزبة السلسول الجزء الثالث و الأخير

متكلمتش مع جدتي طول اليوم، روحت على أوضتي وقفلت عليا، فضلت أراجع اللي حصل، بدأت أجمع شوية حاجات، افتكرت الطفل اللي كان في نفس موقفي قبل كده، اللي صوته اتغير وبقى صوت راجل عجوز في قصة الدهب الضايع وبصلي بصة مكنتش فاهماها، ده نمط! اللي بيقف في نجمة داوود في حاجة بتسكنه! حاجة بتسيطر على جسمه وبتستخدمه عشان توصف مكان الحاجة الضايعة أو الأمر المخفي، وهو ده اللي حصل معايا، في جن لبس جسمي في الشوية اللي وقفت فيهم بعد ما جدتي استدعته عن طريق الطلاسم اللي قالتها والمحلول اللي في الحلة وهو نفسه اللي شفته بعد ما لقيت المحفظة أو بعد ما هو لقى المحفظة.

أنا اشتركت في أعمال السحر بتاعة جدتي! جرتني ليها، ليه؟ ليه تعمل فيا كده، خصوصًا وهي عارفة موقفي تجاهها؟

وللأسف دي مكنتش آخر مرة، مجرد البداية...

لقيت جدتي داخلة عليا اليوم اللي بعده الأوضة، سألتني ليه عازلة نفسي، ليه مخرجتش في الأوقات اللي مسموح ليا أخرج فيها...

قلتلها:

=عندي شوية مذاكرة زيادة عشان امتحانات الشهر قربت.

كنت مغرقة راسي في الكتاب قدامي، بمثل إني بذاكر، بتفادى نظراتها...

لقيتها قفلت الكتاب وبصتلي من غير ما تطرف، اتوترت، بقيت شوية ابصلها وشوية أبص لتحت، قالتلي:

-وهتعملي إيه بالمذاكرة؟

=عشان أنجح.

-وبعد ما تنجحي؟

=أدخل كلية حلوة وأشتغل بالشهادة شغل كويس.

-وهتاخدي كام من الشغل الكويس ده؟

=معرفش، مفكرتش.

-أنا عايزاكي بقى تفكري وتحسبيها، شايفة البيت اللي أنا عايشة فيه ده، والأكل اللي بناكله، والعفش والعربية اللي عندي، بتوع الشهادات يقدروا يجيبوا كل ده؟ عايزاكي تفتحي مخك معايا، متبقيش فقر زي أبوكي...

بعد ما كنت خايفة فجأة الدم غلي في عروقي لما جابت سيرة أبويا، ماله أبويا؟ كان أحسن راجل في الدنيا، إيه يعني حارس عقار وعايش حياة بسيطة، كنا أسعد أسرة.

-هسيبلك كل ده، عايزاكي معايا.

معاها في إيه؟ هي الست دي ناويالي على إيه بالظبط؟؟

-من هنا ورايح إنتي وبس اللي هتفتحي المندل، مش هجيب عيال تانيين!

=لأ، أنا معرفش.

-لا، تعرفي، دانتي جبتي مكان محفظة الست وهي دايخة عليها بقالها أيام.

=بس...

-مبسش، كل لما ييجي ضيف ضايع منه حاجة، ولا عايز يعرف حاجة مستورة عنه هندهك بعد ما أرسم النجمة وأحط الزيت والحبر..

ومكدبتش خبر، كل لما ييجي حد من نوعية الناس دي، اللي بيدوروا على إجابات، كانت بتندهني وبتجبرني أقف في وسط النجمة وتقول الكلمتين بتوعها وأبص في الحلة وألاقي نفسي في أماكن تانية، بلاقي الفلوس الضايعة والأعمال المستخبية والهدوم المسروقة وأماكن الرجالة والستات اللي بيخونوا أجوازهم واللي بيكدبوا وبيكمروا أسرار وبلاوي تانية كتير، والموضوع ده استمر سنين، بقيت فاهمة دماغ جدتي من غير ما تقول، فلوس تعليمي، المدرسة اللي بتوديهاني واللي هي أحسن مدرسة في عزبة السلسول، الأكل، اللبس، عيشتي نفسها في البيت ده معاها ورعايتها ليا مش ببلاش، لازم كنت أسمع كلامها لو عايزه أحتفظ بكل الحاجات دي، والله أعلم البديل كان هيبقى إيه لو مسمعتش الكلام، كنت مرعوبة، معنديش غيرها، مش هلاقي حد تاني أروحله، ده غير إنها كانت طيبة وحنينة أوي عليا، حبيتها، أو نقدر نقول كنت بحس بمشاعر مختلطة ناحيتها، من ناحية بحبها، هي كل دنيتي، ومن ناحية تانية مش مرتاحلها، بخاف منها وحاساها مخبية كتير، مش متأكدة إذا كنت عايزه أعرف اللي مخبياه تحت السطح اللي باين ليا، في الأعماق، أعماق نشاطتها وشغلها....

اللي كان مخوفني أكتر من الروتين اللي بنعمله وشغلي معاها، إحساسي إنها بتحضرني لحاجة أكبر، الكلام اللي عمال يترمي كل شوية ليا، عن إني هورث كل ده، وإني هبقى خليفتها، كنت متأكدة إنها متقصدش الفلوس والثروة ، قصدها حاجة أكبر، في مرة مثلًا بعد ما ضيوف الصبح مشيوا وبعد ما خرجت المستخبي بقرايتي للمندل كالعادة لقيت جدتي بتطلب مني أقعد معاها شوية في الصالة، سألتني:

-هو إنتي عارفة شغلي؟

=اه.

-إيه هو شغلي؟

=بتدوري على الحاجات الضايعة للناس وبتقري الفنجان، مستقبلهم، ماضيهم، اللي غايب عنهم، وبتحلي المشاكل، تفكي الأعمال أو تعملي أعمال.

-طب وإزاي بعمل كده، مين بيساعدني؟

=الجن، قطتك دي والجن اللي بييجي بليل، ضيوف الليل.

-الجن؟

=أيوه، أنا بشوف أنوار من تحت الباب بليل وبسمع دوشة رهيبة، أصوات مش بتاعة بشر، والقط بيتكلم وصوته غريب، بتلجأي للجن.

القط الأسود ساعتها برقلي وبوقه فتح، كنت عايزه أقول له أيوه يا روح أمك أنا عارفة أصلك، وخلاص اتعودت عليك مبقتش تخوفني، هات آخرك هتعمل إيه.

-جن إيه يا بنتي؟ أنا بتاعة جن وعفاريت؟

منطقتش، عيني اللي اتكلمت، كانت بتقول أومال بتاعة إيه، فطير وبيتزا؟

-أنا ست بتاعة ربنا عشان كده ربنا مسخر لي ملايكة تساعدني، اللي بتشوفي أنوارهم بليل دول ملايكة، هو في جن وشياطين ليهم أنوار؟

=ملايكة؟

-أومال إيه، مخلوقات ربنا، مخلوقات مش أي حد يشوفها ولا يحس بيها، مش بتسمعي عن شوية شيوخ صوفية بيقولوا نفس الكلام؟ إن ربنا وهبهم القدرة على التواصل مع الملايكة وسخرهم ليهم عشان يدلوهم ويساعدوهم في حياتهم؟

=اللي أعرفه إن البني آدم الوحيد اللي ربنا سخرله مخلوقاته من جن وحيوانات وطيور كان سيدنا سليمان عليه السلام وهو طلب من ربنا محدش من بعده يكون عنده نفس القدرات، ومتفهمة إن من وقت للتاني يبقى في حد عنده نقطة في بحر قدرات سيدنا سليمان، حد بيفهم الحيوانات أو لغة الطيور أو ذكي ذكاء حاد بيرصد أنماط الحشرات وتحركاتهم أو الظواهر الطبيعية، أو بيشم المرض والموت والروايح اللي الناس التانية مش بيشموها أو حتى بيحس بالجن والأشباح وبيشوفهم، في كل حال من الأحوال وحتى في قصة سيدنا سليمان مسمعناش عن ملايكة بيخدموه أبدًا! مفيش ملاك مرصود لخدمة بشر.

-اه، واضح كده إن تعليمك اللي أنا صارفة عليه هيقلبك عليا، بقيتي فلحوسة، طب والشيوخ اللي بيتعاملوا مع الملايكة؟

=ايش عرفنا بيهم! يعني وإحنا شوفناهم وهم بيتعاملوا معاهم؟ مش كل من قال شيخ نصدقه وبعدين المفروض نلجأ لربنا وبس من غير وسيط.

-طيب يا بنت عاطف، بمزاجك أو غصب عنك هتشيلي شيلتي من بعدي، إنتي الوريثة وكل اللي بعمله هتعمليه ويمكن زيادة! إنتي أصلًا بتفتحي المندل كل شوية، يعني دخلتي اللعبة وغوطتي كمان ومفيش رجوع، لا أنا ولا هم هيسيبوكي وإعملي في حسابك لما تتمي ال19 هيحتفلوا بيكي وهتبقي شريكتي رسمي، في كل حاجة، هتعرفي كل الأسرار، إحنا اخترناكي.

كانت بتدب إيدها على رجلي في الجمل الأخيرة والضرب بيزيد مع كل كلمة. ولأول مرة في حياتي إتمنيت إني أموت، برغم اللي حصل مع أبويا وأمي، برغم تعلقي الرهيب بيهم بس عمري ما اتمنيت أموت، لسه كنت بحب الحياة وعندي أمل أخلص تعليمي وأبقى حاجة تشرفهم وتخليهم راضيين في قبرهم وبعد عمر ربنا يجمعني بيهم، مش عايزه اليوم ده ييجي، اليوم اللي هتم فيه 19 سنة...

تعدي سنة كمان وخلالها جدتي تدخلني أكتر في العالم بتاعها، تعلمني إزاي أقرا الفنجان، إزاي أقرا شوية طلاسم، وأدمج مكونات عجيبة لأعمال، الي منجحتش فيه هو إقناعي إني أقرا القرآن بطريقة معينة، أحط حروف وسط الآيات أو أقراه معكوس، كنت بقول لها حاضر هعمل كده لكن مكنتش بنفذ ولأول مرة أشوف من جدتي ضرب وإهانة، وعندي فكرة إزاي كانت بتعرف إني بضحك عليها....

مرة مثلًا قالتلي متوضاش قبل الصلاة ولما أصلي أقرا سور معينة وجواها حروف مش في السورة في الأساس، حروف تتحشر وسط الآيات ، قلتلها تمام ودخلت أوضتي، روحت الحمام واتوضيت وخرجت عشان أصلي، كبرت وبدأت الصلاة وفجأة وفي عز إندماجي في الصلاة لقيته واقف قدامي، القط الإسود!

في لحظة مكنش له وجود واللحظة اللي بعدها ظهر وكان واقف مبرقلي، تجاهلته وكملت صلاة ولا كإنه هنا، من جوايا كنت برتجف بس مبينتلوش، هو إبن اللذينة اللي راح خبص عليا، وزي ما ظهر اختفى، لا الباب اتفتح ولا اتحرك، اتبخر في الهوا، ولقيتها داخلة عليا زي المارد وفضلت تضربني لحد ما حسيت إن روحي هتتسحب مني، وضربها كان غريب، جامد بشكل مبالغ فيه، كإنها مش هي اللي بتضربني، لأ أنا متأكدة إنها مكنتش هي، غير قوة إيدها، كنت بحس بضربات في أماكن في جسمي هي مش بتلمسها، وهي بتضرب في ضرب تاني بييجي من جهات مجهولة، في كل حتة، كل حتة في جسمي، مكنتش أول علقة، بقيت اتضرب بشكل روتيني لحد ما جتتي نحست، كنت بطاوعها في كل حاجة إلا اللعب في العبادات، لا قرآن اقراه بطريقة عجيبة ولا صلاة أاديها بشكل مختلف عن اللي عرفاه، ودايمًا كنت ببقى على وضوء ودايمًا بشغل قرآن في أوضتي، مهما اتطفى لأسباب مجهولة كنت برجع أشغله، كنت بتوجه لله في الدعاء وببكي، بستغفره وبكلمه، بقول له إني مقهورة ومغلوب على أمري وبدعي يبقى لي مخرج وميجيش اليوم اللي هبقى فيه مسؤولة عن السحر والأعمال، يوم عيد ميلادي ال19.

وتعدي الأيام وأنجح في الثانوية العامة وأجيب مجموع محترم وأكلم جدتي في رغبتي إني أروح جامعة القاهرة قسم سياسة واقتصاد، هي طبعًا ترفض وتقول لي كفاية عك وإنها طاوعتني لحد المرحلة دي، لكن دي تفاهة، أي تعليم زيادة ملوش لازمة وإني لازم أركز على شغلنا، الغريبة بقى إنها غيرت رأيها! لقيتها دخلت عليا الأوضة بعد المحادثة دي بأيام وبتبتسم وبتبلغني بموافقتها على شرط، أروح وارجع في نفس اليوم كل يوم، مش مسموحلي أروح سكن طالبات ولا أبات بره البيت، دي فيها 3 ساعات رايح و3 ساعات جي...

مش مشكلة المهم أروح، أيًا كان المجهود فهو يستحق، وبعد ما فكرت شوية لقيت إن دي مش طيبة قلب منها، هي قلبت الموضوع في دماغها ولقت إنها هتكسبني لو وافقت بدل ما أتمرد وأفكر اسيبلها البيت في يوم، أهي طريقة أفضل تحت سيطرتها وعنيها لوقت أطول، لحد المعاد، معاد تسليمي الورث النجس...

....................................

وفي يوم حصلت حاجة مش مفهومة، جدتي نبهت عليا مخرجش من أوضتي من بعد المغرب، الغريب إنها بتنبهني تاني بعد كل السنين دي، ليه؟ ما أنا عمري ما خرجت في الأوقات المحظورة، ليه بتنبهني تاني؟

قالتلي بالنص:

-الليلة دي مهما حصل إياكي تخرجي من الأوضة، مهما سمعتي، الباب ده ميتفتحش غير بعد الفجر، فاهمة؟

إشمعنى الليلة، هو إيه هيحصل الليلة؟

طبعًا عملت اللي قالت عليه، قفلت باب أوضتي عليا من بعد المغرب، كنت خرجت قبلها وجبة محترمة من التلاجة وسخنتها وحضرت الأجواء بتاعتي زي كل ليلة...وأول ما الضلمة حلت سمعت صوت رهيب، صوت خطوات تقيلة زي ما تكون رجل فيل هزت البيت كله! كل حاجة حرفيًا كانت بتتهز، السرير والنجفة والدولاب والأجهزة وإزاز الشبابيك، بعدها سمعت صريخ بشع، الصريخ فضل مستمر ييجي دقيقة، كان صريخ شخصين، صوتين مختلفين، وبعد الدقيقة الصريخ وقف وسمعت صفارة، الصفارة خرمت ودني، كانت حادة جدًا، حطيت إيديا الاتنين على ودني وحسيت بدوخة، فقدت الوعي...

صحيت على صوت تخبيط، النور كان اخترق الأوضة، الشمس طلعت وضوئها كان قوي...

عيني فضلت تفتح وتقفل لحد ما قدرت أفتحهم عالآخر، خرجت من أوضتي واتوجهت للباب وفتحته، كانوا 3 ستات، واحدة منهم عارفاها، دي ست كانت برضه بتمارس السحر ومتصاحبة على جدتي، وأوقات كانوا بيعملوا طقوس مع بعض...

سألوني جدتي فين، حركت كتافي، معرفش...

بان على صاحبة جدتي القلق، جدتي مش من عوايدها تغيب في المعاد ده، دايمًا كانت مستعدة لاستقبال ضيوف الصبح...

مشيوا في البيت وأنا مشيت وراهم، باب الأوضة المحظورة كان مفتوح...صاحبة جدتي واللي اسمها "أحلام" مشيت في اتجاه الأوضة بحذر وإحنا معاها...

الباب!

الباب كان عليه خطوط دم كتير، والأرضية كمان كان فيها بقع دم في كل مكان، لحد ما وصلنا هناك، جثتين مرمين جنب بعض على الأرض، الجثتين من غير رؤوس، بصينا فوق ولقينا الرؤوس متعلقة في السقف، راس جدتي وراس القط الإسود!

الاتنين الستات صرخوا من الفزع، أنا من الصدمة لساني اتلجم و"أحلام" حاولت تتمالك نفسها عشان تشوف هتتصرف إزاي، التفتت ليا وقالت:

-روحي على أوضتك، أنا ههتم بكل حاجة، الجثة هتتغسل وهتتدفن، متخرجيش من الأوضة غير لما نخرج الجثة من البيت.

فكرة واحدة فضلت مسيطرة عليا، إيه القوة اللي قدرت على جدتي وعلى الجني بتاعها، في جن قتلها وقتل القط الإسود، وليه؟ وأنا هعمل إيه؟ هروح فين؟ مفيش مكان أروحله ومش هقدر أقعد في البيت، أعمل إيه؟

بصراحة مكنتش عارفة أزعل على جدتي، في حاجز عجيب كان بيمنعني من ده، مع إني شفت منها خير وحنية في أوقات كتير ولولاها كان زماني مشردة ولا قدرت أكمل تعليمي.

مكنش في قدامي غير إني أفضل في البيت، قال إيه اللي رماك على المر قال الأمر منه...

الناس مكنتش بتبطل تيجي الأيام اللي يعد موت تيتة "فوقية" عشان تعزيني في البيت، كم ناس مش طبيعيين، وعلى قد ما أنا عمري ما بلعت أي حد من معارفها بس كنت حاسة بونس، مش عايزه البيت يفضى عليا....

وبعد ما الزحمة راحت والناس بطلت تيجي إبتدت الأحداث، كل شوية كنت بسمع دوشة جايه من الأوضة المحرمة، حركة، خطوات، وأوقات كنت بسمع صريخ شبه الصريخ اللي سمعته في الليلة إياها، الليلة اللي جدتي والجن بتاعها اتقتلوا فيها، كنت بحاول أتماسك وبشغل قرآن في البيت كله مش بس أوضتي...

في ليلة من الليالي حصلت حركة برضه لكن المرة دي مش في الأوضة المحرمة، ده على عتبة أوضتي أنا!

سمعت خطوات في الطرقة، فضلت تقرب لحد ما وقفت قدام أوضتي. كان عندي إحساس إن مفيش غطى أو دولاب أو مساحة تحت السرير هتخبيني...

لحظات من السكوت قبل ما صاحب الخطوات يمد إيده ويفتح الباب ببطء، سمعت الخطوات جوه الأوضة بتقرب عليا، فضلت مغمضة لحد ما الخطوات وقفت تاني، المرة دي قدامي مباشرة، كان قريب مني لدرجة حاسه بأنفاسه!

فتحت عيني وشفتها، جدتي!

-جه الوقت يا "فرحة"، لازم تبتدي تتعلمي كل حاجة...

مفيش، معنديش رد فعل، عيني فضلت مبرقة على الآخر، ولا حرف نطقته...

لقيت نفسي بقوم من السرير وبمشي بره الأوضة، مشيت لحد الأوضة المحرمة ولقيتها مفتوحة، دخلت وفتحت الدولاب، كان في صندوق، فتحته وشلت الكتب اللي فيه، كل ده أنا كنت بعمله من غير تحكم مني! مسيرة من غير إرادة، الكتب عناوينها كانت بتوحي إنها كتب سحر، دي الكتب اللي جدتي اتعلمت منها وكانت بتستخدمها وأنا عليا الدور عشان عيد ميلادي قرب، كان بس فاضل لي شهر.

فتحت الكتاب الأولاني، سرحت في اللي فيه، مكنتش فاهمة حاجة، جت نسمة هوا فوقتني ومعاها صوت بيقول لي:

-أقفليه!

كنت زي اللي في غيبوبة وفوقت، قفلته وقعدت أقول "أستغفر الله"، خرجت بسرعة وقفلت الباب ورجعت على أوضتي، الصوت اللي سمعته كان مألوف، ده كان صوت...أبويا...

ويفوت شهر، خلاله صاحبة جدتي كانت بتطل وتطمن عليا وكانت بتدخل الأوضة المحرمة وتقعد فيها بالساعات، كنت بسمعها بتتكلم وأصوات بترد عليها...

...............................

وجت الساعة...الساعة اللي اتولدت فيها، 3 الفجر....

أول ما دقت 3 و5 دقايق باب أوضتي اتفتح لوحده، خرجت منه من غير إرادة واتوجهت على الأوضة المحرمة...

الباب بتاعها برضه اتفتح لوحده ودخلت....

فوقت، اتحركت جوه الأوضة بإرادتي وبعدها حصل نفس الكلام، لقيتني بفتح الصندوق اللي فيه الكتب من غير إرادة، كنت عاملة زي الروبوت اللي شوية يعطل وشوية يشتغل، شوية بفوق وبعمل اللي عايزاه وشوية حاجة بتحركني وبتتحكم فيا، في الأوقات اللي فوقت فيها رميت الكتب، عيني كانت على الأرضية ودي كانت المرة الأولى اللي عيني جت فيها تحت السرير، لمحت حاجة، زي ما يكون تابوت...

استغربت، إيه اللي بيعمله تابوت هنا؟

فضلت أفتح الأدراج والدولاب والصناديق والعلب اللي جواهم لحد ما عترت على سلسلة مفاتيح، أصلي جريت التابوت وخرجته من تحت السرير ولقيته مقفول بأقفال، كانوا ست أقفال والمفاتيح في السلسة ست مفاتيح، مفاتيح صغيرة مش بتاعة أبواب...

بدأت أجرب المفاتيح على الأقفال، وفتحت قفل قفل....

كل الأقفال اتفكت، زحزحت غطى التابوت ولقيت....جثة جدتي...

صرخت وزحفت على الأرض لورا، دي كانت جدتي، متحللة، راسها مفصولة عن جسمها...

-متخافيش!

لقيت اللي داخلة عليا، معرفش إمتى جت، مسمعتهاش، دي كانت "أحلام" صاحبة جدتي...

سألتها:

=إيه ده؟

-دي جدتك.

=أيوه، بتعمل إيه هنا؟

-هو ده المتبع، لازم تفضل هنا، متدفنش غير لما الوريث يستلم شغلها ويستلم الجن اللي بتتعامل معاهم.

=الوريث ده أنا؟

-ومين غيرك؟ جدتك عايزه ترتاح في قبرها، مش إنتي عايزاها تتدفن وترتاح؟ هي مش جاتلك وورتك الكتب؟

ساعتها أدركت إن اللي ورتني الكتب، اللي زارتني الليلة إياها مش جدتي، ده جن، كل دي ألاعيب، طرق للضغط عليا عشان أمارس السحر، وزي ما الست دي بتتلاعب بيا من وقت وبتبين إنها طيبة وقلبها عليا الجن اللي اتشكل على هيئة جدتي برضه بيتلاعب بيا.

بعد ما كنت مبينة تأثر وخوف رفعت راسي وقلتلها:

=لأ.

-هو إيه اللي لأ؟

=مش همارس الشغلانة النجسة دي، ربنا يغفرلي على اللي فات، وإنتي بكلامك ده معناه إن ولادي من بعدي مجبورين يوروثوني وأنا مش هعمل فيهم كده، تكالي على الله، الله الغني.

-يعني إيه؟ عايزه تخسري العيشة اللي عايشاها والبيت الفخم، هتروحي فين بعد كده؟ مهم مش هسيبوكي تتهني في البيت، مش هتقدري تقعدي فيه ثانية واحدة، ده لو قدرتي تعدي عتبة البيت ومخلصوش عليكي قبلها.

=مش مهم، المهم مموتش كافرة ومشركة، كلنا هنموت، فرق توقيت بس.

-إنتي فاكرة جدتك كان قلبها عليكي بجد؟ دي كانت بتعلفك عشان اللحظة دي، بتغذي فيكي عشان يطمر وتستلمي العهدة من بعدها، شغلتنا دي مفيهاش عزيز، لما الشيطان يشاور عليكي ويختارك مفيش مهرب، هيجيبك هيجيبك وهيخليكي تخضعي ليه وتعملي كل اللي عايزه. طب أقولك، إنتي فاكرة إن الحريق اللي موت أبوكي وأمك دي حاجة قدرية؟ جدتك هي اللي ولعت فيهم، وكانت قاصدة أبوكي بالذات، جاتلها أوامر بقتله وده بعد خناقة كبيرة ما بينهم، جالها مخصوص من القاهرة عشان يتخانق معاها لإنها استخدمت سحرها وخلت قرين الست المقتولة يظهر وإنتي اللي كنتي هناك وسمعتيه، أبوكي فهم علطول لما حكتيله، عشان كده مشككش في روايتك، عرف إنك فعلًا شفتي حاجة، بس الحاجة دي بسبب عمايل جدتك، واجهها وقال لها تبعد عنه وعنك، وهي طول عمرها نفسها يورثها ويكمل شغلها، ده عمل قطيعة ما بينهم وفضل يعيش فقير مذلول ولا إنه يشتغل شغلانتنا، وأخيرًا الأسياد قرروا يعاقبوه وأمروا جدتك بالقتل...

والدور جه عليكي، وإنتي بقى يا حلوة عايزه تعملي زي أبوكي؟ مصيرك هيفرق في إيه عن مصيره؟ والمرة دي جدتك مش موجودة، واللي المفروض أحن عليكي مني ومن الأسياد، جدتك قتلت أبوكي، إحنا بقى هنتردد؟

........................

كم معلومات رهيبة ومزعجة كنت بحاول أستوعبها، كل ده حصل؟ بقى جدتي هي اللي موتت أبويا وأمي؟ عشان كده، عشان كده كان دايمًا في حاجز نفسي بيننا، عشان كده محزنتش عليها لما ماتت من غير سبب مفهوم، انا كنت عايشة مع عدوتي تحت سقف واحد...

وبرغم الانهيار اللي كان جوايا، بصيت لأحلام وقلتلها بتحدي:

=برضه لأ!

لفيت وإديتها ضهري وخرجت من الأوضة...

أول ما خرجت سمعت صوت شعللة، نار!

لفيت ولقيتها بتتحرق! كانت بتصرخ:

-أنا حاولت معاها، حاولت بكل الطرق، هي اللي مرضتش، أنا عملت كل حاجة...

فضلت متسمرة وأنا شايفة النار بتاكلها لحد ما ماتت وكان عندي ثقة غريبة إني مش هتأذي، لميت حاجتي وقفلت البيت الملعون ده وسبته وسبت كل حاجة ورايا...

بالدهب اللي عندي والفلوس اللي محوشاها ظبطت أموري، عشت في سكن الطالبات لحد ما اتخرجت ومن بعدها أجرت أوضة على سطوح عمارة لحد ما لقيت إبن الحلال واتجوزت وخلفت، عيشة بسيطة بس سعيدة، فهمت ليه أبويا أخد قرار البعد عن جدتي وفهمت ليه كان سعيد وهو عايش ببساطة برغم إن البديل كان عز وثروات، اللي مداقش اللي إحنا دوقناه مش هيفهم إزاي العز ممكن يكون لعنة والتخلي ممكن يكون نجدة...

"تمت"

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333886
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189817
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181407
4الكاتبمدونة زينب حمدي169737
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130960
6الكاتبمدونة مني امين116779
7الكاتبمدونة سمير حماد 107786
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97877
9الكاتبمدونة مني العقدة94995
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91732

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

896 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع