لم يكن هناك وقت كافي للتفكير والتمحيص واتخاذ القرارات العميقة، كان على "عواطف" وشلته اتخاذ قرار سريع، هل يذهبون مع هذا الرجل إلى بيت الكاتب أم يهربون إلى الطرق دون وجهه معينة حتى يستقرون في مكان ما يقيهم العقارب السوداء أكلة لحوم البشر الشريرة جدًا.
-ملك وكتابة.
-هاه؟
-هنلعب ملك وكتابة، لو ملك هنروح معاك obviously عشان الفرعون اللي هو الملك قاعد هناك ودي إشارة واضحة ذكية لماحة مفيهاش لبس، ولو كتابة هاخد الشلة الظريفة دي ونتخبط في الطرقات زي بياعين الجرانين والمجلات.
-اشطات.
أخرج "عواطف" من جيبه جنيهًا ثم أطلقه في الهواء، كانت هذه اللحظات بمثابة عمر كامل، مر الوقت بطيئًا للغاية وهم ينتظرون سقوط قطعة المعدن هذه التي حملت مستقبلهم وقرارهم المصيري. تعرق الجميع وزاغت عيونهم وصارت وجوههم إلى اللون الفحلقي البهتان من كتر التوتر وعدم الإتزان.
وأخيرًا سقطت أرضًا....
اجتمعوا كلهم حولها يتقدمهم "عواطف" بالطبع كونه بطل المسلسل ومحط الأنظار والشاب المغوار....
رفع رأسه وبصوت مهزوز قال:
-كتابة.
-حلو جدًا!
نطق الرجل الغريب.
نظروا إليه في حيرة ينتظروا تبريرًا لهذا الانشكاح والتحمس المفروغ من معناه ومحتواه.
-كتابة، واحنا مستخبيين فين؟ في بيت كاتب، يعني دي إشارة إنكوا هتيجوا معايا، بس.. خلصانة بلعنة وحصانة.
انفرجت أسارير "عواطف" لكنها عادت فتقلصت عندما لمح العقارب تقترب بسرعة شبشب طائر من أم غاضبة.
-لازم نتحرك، يالااااااااا.
جرى الجمع خلف الرجل الغريب بأقصى سرعة، بالطبع كان هناك تدافع وحوادث، إذ وقع البعض وأصبحوا فريسة لعدد العقارب المهول اللي أكلوهم هم هم بالهنا والشفا.
عند وصولهم إلى بوابة البيت الكبير كان عددهم قد صار 9 من أصل 12، ارتفعت الأيادي تطرق الباب بشدة يرجون الإنقاذ من الساكنين. وأخيرًا فتح أحدهم الباب بعدما سمعوه يتبختر برواقة وروقان ولا كأن في نهاية عالم ولا عقارب ولا أكشن تقشعر له الأبدان.
تدافع الجمع بينهم "عواطف" الذي لوش بيديه يمين وشمال دافعًا من حوله حتى يتسنى له الدخول والنجاة بنفسه وأغلقوا الباب وراءهم مخلفين واحدًا منهم، ظل يضرب على الباب في هلع حتى لحقته العقارب ، تسلقت عليه وماخدش ف ايدها غلوة.
ما إن أُغلق الباب الخشبي الفخيم حتى هدأت الأصوات تمامًا، كأن الباب فولاذًا عزل كل الضجة والفوضى. أصابت رأس "عواطف" اللوح من أثر ازبهلاله بألاجه البيت وشياكته والرفاهية الأوفر.
-ايعقل، ده بيت كاتب؟
-اه طبعًا مستغرب ليه؟
-متشرفناش بإسم الكريم الأول؟
-إسمي فو قي.
-أولًا شكرًا عشان انقذت حياتنا وخليت للقصة بقية بإنقاذك للبطل، ثانيًا ايعقل، ده بيت كاتب؟
- اه طبعًا مستغرب ليه؟
-أصل اللي أعرفه عن الكتاب إنهم غلابه ، بيروحوا وسط يقعدوا على القهاوي، ما بين كاتب متمكن وكاتب هاوي، لكن بيشتركوا في الأنيميا وجت عليهم الدنيا، جيبهم فاضي تايهين في الأراضي، عقلهم مسافر والغنى منهم نافر، وعجبي....
-أنت منين يا أخ؟
-من نزلة السمان.
-الكاتب عندنا من أغنى أغنياء المجتمع وله مكانة عالية.
-والكاتب صاحب البيت راح فين؟
-اختفى في ظروف غامضة، اكيد العقارب خلصوا عليه.
-كان اسمه ايه؟
-يا سين رح مون.
-هنعمل ايه دلوقتي ويا ترى الباب ده عازل كفاية ؟
-هعرفك على فرعون وخضراء اليمامة وبعدين احضرلك الحمام عشان تنقع نفسك في الجاكوزي وينزاح التوتر البالغ بفقاقيع البحر المالح.
خفض "عواطف" بصره وسار بخجل حيث سيقابل الفرعون مرة واحدة أمامه سار فو قي وخلفه ال6 الباقين .
إنحنى فو قي إحترامًا للفرعون ثم مد يده في اتجاه "عواطف" وهو يصيح:
-لقيت الراجل الغلبان ده والجماعة دول في الطريق وانا بحاول اجيب مؤن وأكل، قلت اجيبهم هنا يستخبوا معانا ويشاركونا أجواء الهلع والفزع.
-خير ما فعلت.
رفع "عواطف" نظره أخيرًا فرأى فخامة غير مسبوقة، ملابس فرعونية قيمة، قماش بلون الذهب وصولجان يحمله الفرعون، وأكثر ما لفت انتباهه هو الخاتم الفيروزي الذي يزين به إصبعه.
-أهلًا بيكم، تقدروا تقعدوا هنا لحد ما ييجي الخلاص.
صاح بعدها فو قي وهو يشير إلى ناحية أخرى.
-ودي خضراء اليمامة، الكاهن والخادم الأكبر لفرعون.
وجه "عواطف" نظره إل الناحية التي أشار إليها، كانت امرأة ترتدي خيشًا مهترئًا يكشف ذراعيها بالكامل، وهناك تاتو لأسد على الكتف الأيمن، ومساحيق تجميل تغطي وجهها، إيشادو أخضر لميع وكحل قد ساح وافترش تحت عينيها، لكن كل هذا لم يخدع "عواطف" فقد استطاع التعرف عليها. شعر بالدماء تغلي في عروقه وشعر رأسه ينتصب من الغيظ، اربد وجهه وانتفخت خدوده وما كان منه غير أن انقض عليها وهو يصرخ:
-فين النص التاني من ورقة المية يا بنت شكاير الأوغاد.....
"يتبع"
#الأوغاد_كمان_وكمان
#ياسمين_رحمي
(لا ينصح بقراءة الحلقات لمن هم أقل من سنتين ومن يملك مشاكل في القلب أو الضغط أو إرتجاع في المريء)