بصولي للحظات وكل واحد فيهم كمل في اللي كان بيعمله، ولا كإن! مستغربوش؟! متسائلوش إزاي جيت وإيه الغرض، الناس دي في نص السكة، نص بني آدمين ونص أشباح...
واحد فيهم قال:
-مش هناكل ولا إيه؟
واحد تاني رد:
-هناكل إيه النهارده؟
التالت لف براسه لحد ما وشه ثبت في اتجاه معين، بوقه فتح بضحكة خبيثة وسنانه السودة بانت...شاور براسه وقال:
-دي.
بصيت في الاتجاه اللي شاور عليه، ملقتش حاجة! مكنش فيه غير سلحفة ضخمة...
للمفاجأة لقيته بيقرب منها ولعابه بيسيل، مشيت بسرعة وراه، مسك السلحفة وثبتها عالأرض....
قلت:
= أنت بتعمل إيه؟
لف وهو مقرفص على الأرض ومثبت السلحفة وقال:
-إسمي "مازن" ملحقناش نتعرف.
= أيوه بتعمل إيه؟
-هكون بعمل إيه، بحضر الأكل.
= إحنا في غابة، في حيوانات كتير ممكن تتاكل وطيور كمان ونباتات.
-طب ما ده برضه حيوان.
= حرام عليك، إيه الجنان ده، سيب السلحفة في حالها، وأنا هشوف حاجة أصطادها ولا أجيبها، هتصرف.
وأنا بتكلم الاتنين الرجالة التانيين خبطوا فيا باستهزاء وهم ماشيين وراحوا قعدوا جنبه، بعدها "مازن" طلع مطوة، فردها، وقفل عليها إيده وبعدين رفع السلحفة بإيده التانية وخبطها على صخرة عشان القوقعة تتفتت، السلحفة كانت بتصرخ من غير صوت، بتتألم، اتحركت بعصبية لكن الست جت ومسكتني وفضلت ماسكاني عبال ما دبحوا السلحفة...
قطعوها و"مازن" بقى يوزع من لحمها على الباقي، كلوا اللحم ني زي ما هو! اداني حته، بصيت الناحية التانية، وحسيت إني بطني كركبت، جبت كل اللي في بطني، منظر كان بشع!
فضلنا قاعدين في نفس المنطقة اليوم كله، كل فترة بيتكلموا مع بعض وبيتجاهلوني، بيتكلموا عن الحلقة اللي هتتذاع، إنهم لحد وقتها موصلوش لوكر القبيلة، المكان اللي عايشين فيه، وإنهم لسه مخدوش لقطات كفاية، يادوبك لقطات لشوية أفراد من القبيلة وهم بيصطادوا وبياكلوا واحد من قبيلة تانية، ولقطات تانية وهم بيعملوا طقس تطهير، وهو قتل بنت من القبيلة بعد حرقها في مناطق معينة من جسمها عشان دخلت في علاقة محرمة قبل الجواز وبعد ما حرقوها وعذبوها جابوا طوبة وضربوا بيها دماغها وقتلوها ورموها لتماسيح النهر....
أنا أخدت جنب، مش قادر حتى أبصلهم، ربعت إيدي في محاولة إني أدفي نفسي في البرد الصقيع، وخيم الليل....
كرامتي مسمحتليش أدخل في خيمة مع حد منهم، برغم إنهم عزموني أدخل، لكن ده اتغير لما البرد بقى غي محتمل، استنيت لحد ما ناموا ودخلت خيمة واحد فيهم وقوقعت نفسي جنبه ونمت...
صحيت على نغزة في كتفي، اللي معايا في الخيمة كان بيصحيني، لسه الدنيا كانت ضلمة، فضلت باصص له بحاول أفسر تصرفه....
-يالا عشان هنتحرك.
= نتحرك على فين؟
-هنكمل البحث عن القبيلة.
= دلوقتي؟
-أيوه إحنا قرب الفجر، الباقي صحيوا.
ومشيت غصب عني وأنا مش مقتنع ومعايا الباقيين، الدنيا عتمة، مش قادر أشوف حاجة....
فضلنا ماشيين ييجي نص ساعة وبعدها....
لقيت نفسي في الهوا! بقع، كإني كنت في مبنى ونطيت من الشباك، وفجأة جسمي خبط جامد في قاع، أنا واللي معايا صرخنا، بس هو صرخته كانت أقوى وفضلت مستمرة...
أدركت إننا في حفرة عميقة، بس اللي مش فاهمة ليه التاني بيصرخ بالشكل ده، صرخته رهيبة، مفزعة...
-في إيه يا "حاتم".
واحد منهم كان بيزعق من فوق...و"حاتم" لسه بيصرخ....
"مازن" سأله:
-العضم؟ في حاجة اتكسرت؟
ولسه برضه "حاتم" بيصرخ في ودني ومش بيرد...
الست قالت:
-أنا هرميلكم كشاف، قول لنا يا "مجاهد" "حاتم" ماله.
ورمت الكشاف وأنا لقطته وفتحت النور.....
رجله كانت بتنزف، شلالات دم، بس ده مكنش كسر أو شرخ، دي كانت عضة!
صرخت:
= كوبرا، دي عضة كوبرا، في كوبرا في الحفرة.
واحد سأل:
-شايفها؟
لفيت بالكشاف بإيد بتترعش في الحفرة كلها...
= مش شايفها، خرجونا بسرعة، خرجونا من هنا.
نزلولنا حبل و"مازن" زعق وقال لي الف الحبل على وسطي وهم هيشدوني، أنا رديت بإن "حاتم" لازم يخرج الأول لإنه مش هيقدر يلف لوحده الحبل حوالين وسطه...فعلًا ساعدته وأنا بترعش، الحبل كل شوية كان بيفلت من إيدي، كنت متوقع في أي لحظة الكوبرا تهجم علينا، بالعافية شلته ولفيت الحبل حواليه وقلتلهم يطلعوه....
طلعوه، وفي أقل من دقيقة كانوا نزلوا الحبل مرة تانية ليا، لكن الوقت القليل ده عدى عليا كإنه سنين، كل لحظة، كل لحظة كانت احتمال لهجوم الكوبرا من غير ما ألحق أوعى ومفيش مفر منها...
خرجت من الحفرة العميقة، اللي تشبه فوهة بركان...
"حاتم" كان في حالة بشعة، وشه عرقان وجسمه بيتنفض كإنه بيتكهرب والدم مغرق رجله، التلاتة بصوا لبعض، و"مازن" قال للست:
-طلعيه يا "نسمة".
"نسمة" اتوجهت لشنطة ضخمة عالأرض وخرجت سكينة كبيرة شبه السيف...أدركت هم ناويين على إيه...
زعقت بهستيريا:
=لأ، لأ، أكيد في حل تاني، استنوا نحاول نربط رجله من فوق العضة، يمكن...
وقبل ما أخلص جملتي "نسمة" كانت رفعت السكينة ونزلت بيها على رجل "حاتم" وقطعتها!
عملت فيهم إيه الغابة؟؟
حولتهم لوحوش؟ إزاي مجموعة من المبدعين والمثقفين، ناس بتسافر من مكان لمكان عشان تستكشف حضارات وعادات وأراضي وثقافات وتعمل حلقات تنقلها للناس عن تجربتهم يتحولوا بالشكل ده، عملت فيهم إيه غابة الأمازون؟
خيوط من الدم انفجرت في كل اتجاه من رجله المقطوعة، كنت عامل زي التمثال، كل حواسي وقفت، مش سامع حاجة ولا قادر اتحرك ولا أنطق، وعيني متجمدة على المشهد الدموي قدامي، مفيش غير صوت صفارة حاد....
بعدها بشوية اخيرًا عيني اتحركت، بصيت في الأرض وحسيت إني دايخ، الدنيا بتدور حواليا، نور الشمس كان بدأ يتسلل، وشوشهم بقت واضحة، الطينة زادت على ملامحهم، نظراتهم حادة وقاسية ومفيهاش حياة وأنا....أنا غبت، الدنيا فجأة ضلمت وحسيت بجسمي بينهار وبيخبط في الأرض....
فتحت عيني لقيت التلاتة متجمعين حواليا، "مازن" و"أنور" و"نسمة"....
-هتبقى كويس متقلقش، شوية دوخة بسيطة.
"أنور" بصل لي وقال لي الجملة دي بشبح ابتسامة...
سألت بصوت مبحوح:
= الساعة كام؟....صاحبكم فين؟
التلاتة بصوا لبعض وبصوا في الأرض، فهمت الإجابة، صاحبهم مات، حتى بعد الإجراء القاسي اللي عملوه في محاولة منهم ينقذوا حياته، برضه مات...
"نسمة" قالت:
-أنت كنت مدروخ بقالك ساعات، إحنا دلوقتي 10 الصبح، لازم نرجع نتحرك عشان نلاقي مكان القبيلة ونكمل تصوير.
مستنتش رد مني، رفعت راسها وقالت ل"مازن":
-يالا حضر الكاميرا عشان هنكمل مشي، ممكن نلاقي لقطات تستحق التصوير.
قمت ومشيت مع القطيع، مشيت في اتجاه ما مشيوا، من غير تعليق، من غير سؤال...
فضلنا ماشيين ساعات، رجلي مبقتش شايلاني، حاسس بالجفاف، جسمي ابتدى يدبل وينشف زيهم، ويا ترى هي دي أولى مراحل التحول، هل أنا في الطريق بتاعهم، ماشي في نفس المسار؟ وفي الآخر هبقى كده زيهم، بني آدم منهك، بلا روح، بلا مشاعر....
"أنور" رفع إيده ووقفني، وشاور للباقي عشان يقفوا....هناك، على مسافة كان في شاب صغير، يدوبك ساتر نفسه بقطعة قماش في النص التحتاني، سنانه مدببة، معمولة مثلثات، كإنها سكاكين مسنونة...
"مازن" همس:
-ده واحد منهم.
"نسمة" ردت:
-دي فرصتنا، هنعرف مكانهم.
"أنور" طلع حاجة من جيبه ووراها للاتنين التانيين، شافوها ورفعوا راسهم، معلقوش...
"مازن" بعدها رفع الكاميرا واستعد يصور، "نسمة" شاورتله يستنى....
طلع اللي "أنور" كان شايله مطوة، وده عرفته لما فتحها ورماها على الشاب!
نشن على رجله، المطوة غرست فيها....
ساعتها "نسمة" أدت "مازن" إشارة إنه يصور!
الشاب طلع صرخة رهيبة، خلت الطيور تطير بعيدة من الفزع، كان باصص لرجله والمطوة المغروسة بعمق جواها، عاجز ومندهش، مش فاهم إيه اللي صابه ولا عارف يتصرف ولا قادر يستحمل الألم...
فضل مرمي على الأرض شوية، وبعدين قام وابتدى يجر في رجله، والفريق ابتدى يمشي وراه من بعيد...
أنا وقفت، ممشتش معاهم، لفولي، "أنور" شاورلي بإيده إني أتحرك، وأنا انفجرت:
= أنا هبلغ عنكم، هوديكم في داهية، مش مهم تيجوا معايا، هرجع لوحدي، هلاقي طريقة وهفضحكم، هقول الفريق اللي قلقانين عليه عبارة عن شوية رعاع ميعرفوش الإنسانية بيدبحوا الحيوانات والبني آدمين...
التلاتة قربولي في نفس الوقت، نظراتهم كانت حادة، كإنهم مخلوقات متوحشة...
"أنور" مسك في رقبتي وقال:
-إيه الطريقة التانية اللي كنا هنوصل بيها للقبيلة؟ بقالنا هنا قرب الشهر ومنعرفش هم فين، شوفنا شوية من طقوسهم ، واللي شفناه يخليك تتعامل معاهم كمجموعة حيوانات برية ضارية، وبعدين....
شاور بعينه على شنطة "نسمة" شايلاها على ضهرها وقال:
-أنت مشفتش حاجة، الأسلحة اللي شفتها تافهة بالنسبة للباقي، متعرفش الشنطة دي جواها إيه.
التهديد كان واضح، إن ما حطتش لساني وجوه بوقي وبطلت اعتراض هيعملوا فيا زي عملوا مع صاحبهم من غير عضة الكوبرا!
يعني كمان اتحولت لأسير....
مشيت معاهم غصب عني، تتبعنا الشاب لحد ما وصلنا لجرف، حافة ومن بعدها منزل مستوي متدرج، الواحد يقدر ينزل من عليه بسهولة، وقفنا وفضلنا مترقبين، الشاب نزل من على الجرف وخرج أصوات من بوقه من غير كلام وهنا...الناس بدأت تخرج من أماكن مختلفة، القبيلة!
هو ده مكانها، لقيناه...
"أنور" شاور ل"مازن" عشان يصور....كان في كذه عشة، وحاجة زي ماسورة طويلة متثبتة بالعرض قدام العشش من خلال عواميد في الأرض، مش منشور عليها غسيل لأ، متعلق عليها أجسام بني آدميين مسلوخة!
حطيت إيدي على بوقي عشان مجبش اللي في بطني، "مازن" فضل يصور وقت، فوق الربع ساعة وأنا قلبي كان هيتخلع من مكانه خلال الفترة دي، يا ترى مش هيقفشونا؟ مش هنبقى جزء من سيخ الكباب اللي على بعد أمتار مننا؟ والشاب قال لهم إيه عن جرحه، أكيد هيتحركوا ويروحوا يشوفوا المكان اللي حصل له فيه الإصابة عشان يحاولوا يفهموا المصدر، وده فعلًا اللي حصل، مجموعة منهم بدأوا يتحركوا....في اتجاهنا....
"أنور" شاور ل"مازن" عشان يبطل تصوير، وبعدها مد إيده ناحية "نسمة"، اللي فتحت شنطة الأسلحة، رفع إيده وعمل حركة بإيديه الاتنين كإنه بيشد حاجة ويرخيها، لما "نسمة" طلعت سلاح معين فهمت قصده، بندقية!
قلت بذعر:
= بتعمل إيه؟
"مازن" قربلي، وشه كان سنتميرات من وشي وقال:
-عايز تموت؟
غمضت عيني، خلاص، المجموعة اللي اتحركت كانت على بعد خطوات مننا وهنا "أنور" ضرب طلقة في الهوا....
المجموعة رجعوا جري للقبيلة والكل فضل يصرخ ويتحرك في اتجاهات مختلفة، "مازن" كلمهم بلغتهم، فهمت هو بيقول إيه لما أفراد القبيلة اتجمعوا كلهم ودخلوا عشة كبيرة، "أنور" ضرب رصاصة تانية، تأكيد لهيمنتهم وقوتهم وسيطرتهم على القبيلة....
نزلنا من على الجرف، كان في نار عالية تحتها عدد كبير من الخشب، وفي قطع خشب مرمية على الأرض...
"نسمة" اترسمت على وشها ابتسامة شيطانية، أخدت قطعة من الخشب وولعت طرفها من النار ومشيت بيها لحد العشة...
محدش حاول يوقفها، محدش سألها بتعمل إيه، وأنا لساني اتلجم جوه بوقي، خلاص عرفت إنهم مش بيسمعوني ولا بيشوفوني، أنا غير مرئي بالنسبة لهم....
ولعت في العشة وجواها القبيلة كلها، شباب ورجالة وكبار وستات وأطفال، وبدأت تضحك بهستيرية وهي عنيها بتلمع من اللهب قدامها، ضحكتها عدت "مازن" و"أنور" وفضلوا يضحكوا بنفس الطريقة المريضة، أنا ادتلهم ضهري ومشيت شوية، كنت سامع صريخ القبيلة، كانوا عاجزين عن الهروب عشان الناس المخيفة اللي شايلين سلاح مجهول جنب العشة....
القبيلة كانوا محاصرين من الموت من كل جهة وكان هو قدرهم المحتوم، صريخهم كل مدى بيعلى مع نهش النار في أجسامهم، سمعت ضرب نار مرة تانية ومعاه صوت "مازن" اللي واضح إنه هو اللي بقى شايل البندقية وده عشان في عدد قليل منهم خرجوا من العشة وجريوا بيحاولوا يهربوا وينجوا بحياتهم، مقدرتش أمسك نفسي لفيت تاني وجريت ناحية "مازن" واترجيته يسيبهم في حالهم، خلاص أغلب القبيلة ماتوا وده عشان مبقتش سامع صريخ برغم إني مشوفتش لسه جثثهم المتفحمة، لكن هو مكنش سامعني، كإنه كان ملبوس بشيطان اتهوس بالدم والموت، فضل ينشن عليهم ويصطادهم كإنهم ناموس، واحد ورا التاني، مفيش غير شوية يتعدوا على الصوابع هم اللي قدروا يهربوا، ميكملوش 10....
بنفس متقطع وبنبرة كئيبة ويأس سألتهم:
= ليه عملتوا كده؟
"نسمة" ردت:
-ليه لأ؟ صورنا اللي محتاجينه من القبيلة، هنكمل الباقي بشوية مشاهد للغابة نفسها، خلاص ملهمش لازمة.
و"مازن" كمل وقال:
-مشكلتك إنك لسه بتتعامل معاهم على أساس إنهم بني آدمين، دول وحوش، إحنا خلصنا العالم من شرهم.
يا ترى أنا اللي صح؟ مش من حقنا ننصب نفسنا قضاة وننفذ الحكم؟ حتى لو قبيلة من عادتها تاكل البشر، حتى لو فعلًا وحوش، مش دورنا إحنا اللي نحاسبهم؟ ولا هم اللي صح، هم اللي أخدوا الخطوة اللي محدش اتجرأ ياخدها، وخلصوا البشر من شر القبيلة؟ لكن لأ...دي مكنتش نيتهم، دول كانوا بيستمتعوا بقتلهم وبأبشع الطرق، مش لهدف نبيل ولا صعبان عليهم ضحاياهم، الفريق ده هم وحوش الأمازون الحقيقيين أو في مرحلة ما اتحولوا وحوش، والسبب مجهول، يمكن وجودهم في حد ذاته في غابة قاسية مبترحمش، يمكن الجفاف والبعد عن الوطن، الله أعلم....
مفيش مجال للكلام، مفيش حاجة تتقال، التزمت الصمت وأنا ماشي معاهم وهم كمان كانوا ساكتين، معنديش فضول حتى أعرف إيه اللي كان في دماغهم، إيه الخطوة اللي ناويين عليها بعد كده، المفروض إن المهمة كانت خلصت وإن جه الوقت نرجع بلدنا باستثناء اللقطات اللي هياخدوها للغابة نفسها، مكنش عندي فكرة هتاخد قد إيه، يوم، إسبوع....
-ال لللللله، بصوا هناك كده.
ده كان "مازن" بيوجه كلامه ل"أنور" و"نسمة"، الاتنين بصوا على الاتجاه اللي شاور عليه، هناك...على مسافة، كان في طفل....
طفل من القبيلة، من الناجيين، خلاص أنا حفظت اشكالهم والسمات بتاعتهم، السنان المدببة، نفس نوعية القماش على الوسط...
"نسمة" ضحكت بشر وقالت:
-يالا نتسلى شوية؟
انتبهت وقتها، كإني كنت في حالة سبات وغيبوبة وفوقت...
قلتلهم:
=سيبوه في حاله، ده عيل.
"مازن" رد:
-تاني إنت؟؟ برضه بتتعامل معاهم على إنهم بني آدمين.
مهمنيش أسلحتهم ولا جنانهم، جريت عليه وضربته على وشه وزعقت فيه:
=إنتوا اللي مش بني آدمين، بقولك سيبوه في حاله.
ببساطة زقني، والضربة دي وقعتني على الأرض، أفقدتني السيطرة، أنا بقيت عامل زي الريشة، يكفي إن حد ينفخ في اتجاهي عشان أنهار....
وأنا واقع في مكاني شفت اللي عملوه....