كيف زرع الفكرة بداخلها، يا لخبث الوسيلة! لم يتهمه أو يتحدث عنه بسوء، بل ببطء، ببطء شديد أوجد هاجس عندها، ضوء خافت علم أنه سيتحول في النهاية إلى وهج ثم نار، تشتعل وتأكل كل المنطق حولها وتحول القلب إلى رماد، يرى كل ما حوله خبيثًا كما بات القلب خبيث، حول الملاك بحكمة وتخطيط إلى شيطان ولون نفسه بأبيض الملائكة.
"انتي فيكي جزء طيب، طيب بزيادة، الجزء ده اللي بياخد باله منه بيستغله اسوء استغلال، انا مش عايز حد يستغلك ابدًا ، اوعي تسمحي لحد يبتز عواطفك، ويستغل طيبتك عشان يأنبك على حاجات مش بتاعتك، عشان يشيلك مسئولية ويحسسك أنها حمل عليكي وانتي أصلا ملكيش علاقة بيها ، أوعي حد يستغلك يا "حوا" ولو حتى أنا".
كان لابد أن تستمع إلى الجزء الأخير من نصيحته " أوعي حد يستغلك يا "حوا" ولو حتى أنا" كان هذا هو الجزء الوحيد الصادق في كلامه، تربع على عرش الشياطين، فالشيطان الأسوء يهمس بخبث كبير ثم يحدث الذي وسوسه بشره ويحذره من عداءه له وللضحية الإختيار ، إما أن تنساق إلى كل الحديث المعسول والكلام المنمق أو تستمع إلى الجزء الأخير بعد أن يكون السم قد تمكن بالفعل من النفس وما النصيحة الأخيرة إلا بغرض زيادة اللعبة متعة، حتى يشعر الشيطان أنه أعطى لمن وسوسه الإختيار ليختار الموسوس له الطريق الذي أراده الشيطان منذ البداية، ما النصيحة إلا تحدي يصنعه الشيطان لنفسه ليجتازه ويظل متربعًا على عرش الشر!...
#الحياة_منا
#نور_عبد_النور
#ياسمين_رحمي